حوار وإعداد: فاطمة بن عبد الله الكرّاي يقول «سي أحمد» إنه في المدّة الأولى لإقامته في الجزائر، كان يتنقل بحذر، حيث لا تطأ قدماه فرنسا في المدّة الأولى... وقد كانت اللقاءات والمواعيد سواء منها المدعوّ إليها أو الحزبية منها (حركة الوحدة الشعبية) تتم، كما قال أمس، في عدد من البلدان الأوروبية على غرار مالطا والنمسا وسويسرا.. وهنا، كشف صاحب المذكرات بأن الرسالة المفتوحة التي وجهها الى الرئيس بورقيبة جاءت «لأنني لست أنا الذي بدأ... فهو الذي خرج عن الوفاق... فأنا، وأنت تتذكرين أننا قلناه هنا عبر هذا الركن، لم أقبل التكليف بالملف الاقتصادي والاجتماعي والمالي في تونس (الوزارة) إلا عبر وثيقة مذهبية... وكانت تتضمن ما أطلقت عليها الأركان الخمسة... وكنت متحمسا لها (الوثيقة) وقلت وقتها، قبل الدخول في الحكومة، اذا وافق عليها بورقيبة (اي الوثيقة) فأنا أقدم وأعمل بالوزارة المقترحة عليّ، وإذا لم يقبل فأنا الذي لا يريد ذلك... إذن أمام هذا الاتفاق، الذي تم، من الذي تنكّر إليه؟ بالتأكيد لست أنا... لمدّة سبع سنوات، كان مناخ العمل ايجابيا... ولا أذكر مرّة واحدة، أن بورقيبة قال شيئا خارجا عن نطاق الاتفاق... لذلك جاءت الرسالة المفتوحة، الى بورقيبة، فهو الذي أخلف الوفاء بالتعهدات... لم أكن وحدي... وقد اتفقنا حينها ان أواصل... وهنا لابدّ وأن أقول إن قسما من «القيادة»... وما تعلّق «بهم» من شرّ، لا ذمّة ولا دين... أرادوا أن تكون تونس مرتعا لطبقة جديدة... وهذا ما كنّا نخشاه ونرفضه، وإذا ما تقاعست عن رفضه فإن الأجيال ستقول لنا ماذا حصل وماذا كان يجب ان يحصل...». هنا، وقبل الدخول في الفعل السياسي، للاستاذ أحمد بن صالح، عبر «حركة الوحدة الشعبية» سألت «سي أحمد» عن ثاني محطّة أصليّة، استقرّ فيها صاحب المذكّرات، وقد روى سابقا بعضا من القصص المتعلّقة بها،فقال: «في الحقيقة، كانت النمسا، هي أوّل بلد أزوره بعد استقراري بالجزائر... وهي فعلا، المحطّة الاصلية الثانية... فقد سكنت هناك... وعندي مهمّة كونه عندما أصبح «كرايسكي» مستشارا بعد أن كان وزيرا للخارجية... وعلاقتي ب «برونو كرايسكي» كانت بصفته رئيسا ل «معهد فيينا»، وقد كوناه سنة 1962، عندما كنت وزيرا للمالية، فكلّفني بصفة طبيعية بعد الخروج من السجن، وبعد استقراري في الجزائر، كلّفني مسؤولا عن المعهد... وهنا، لابد ان أذكر بأن «كرايسكي» كان شديد الحرص على حمايتي، خاصة لما استقررت في فيينا عاصمة بلاده النمسا». وهنا سألت «سي أحمد» عن مغزى، انضمامه الى المكتب التنفيذي للاشتراكية الدولية، فقال: «كما قلت في الحلقة الماضية، تم الأمر في روما، وقد أراد أصدقائي من خلال تلك الحركة، تجاهي، أن يقولوا نحن مع بن صالح... كانت حماية من أصدقائي الدوليين في شكل ردّ فعل... فقد كانت اشارة» أو هي رسالة كما علّقت على كلام سي أحمد... أما عن رحلة السويد، فإن صاحب المذكّرات يكشف من جهة، عمق العلاقة بين «بن صالح» وعدد من المسؤولين السويديين، وعلى رأسهم «إيرلندار» رئيس الحكومة في السويد لمدّة 25 سنة وأولوف بالمة رئيس الوزراء في فترة لاحقة، هذا اضافة الى «غوردلوند» الجامعي السويدي الذي كان في تونس بمنصب مدير مكتب الأممالمتحدة ببلادنا... «وبعد انتهاء مهمّته على رأس مكتب الأممالمتحدةبتونس يقول سيد أحمد بقي «غوردلوند» في تونس يمثّل منظّمة خيرية انسانية امريكية... فهو الذي تعاون معنا في انجاز واعداد مشروع قليبية المتكامل، وذلك حتى نعطي مثالا لسياسات التنمية المتكاملة». وكان «سي أحمد» يشير الى ميناء الصيد البحري ومدرسة البحّارة في قليبية، والتي كانت نتاجا للتعاون التونسيالسويدي». فكيف كانت زيارة الاستاذ بن صالح الى السويد... وما هي أهم محادثاته مع الاصدقاء... القدامى؟