قادتني الصدفة يوم السبت الماضي، وتحديدا خلال السهرة للوقوف على آخر ما يمكن أن يصل اليه التنشيط التلفزي والمنوعات من خلال برنامج «الليلة ليلة» على قناة حنبعل. وحتى أكون صادقا أعترف أنني لحقت بالحصة أو المنوعة، في نصف الساعة الأخيرة قبل ظهور جنريك النهاية فماذا شاهدت.؟ حوالي عشرين دقيقة من الغناء بلا انقطاع، أفرغ فيها الفنان الشعبي نور الدين الكحلاوي كل ما لديه من طاقة على الاداء والرقص وسط جمهور لا مبالي، لا بالفنان، ولا بالمنشط أو المنشطة، ولا بالبرنامج، ولا بالتلفزة، ولا بأي شيء جمهور «متخمر» همه الوحيد الرقص، حتى وان كان بلا موسيقى، لأن صوت الموسيقى الذي كان يتردد في «الاستوديو» وهذه مسألة أخرى ردئ جدا أقرب الى تسجيلات الأعراس الهاوية منه الى تسجيلات الأستوديوهات. أما عن «الأستوديو»، فهو مطعم غابت فيه أدنى متطلبات التسجيل التلفزي سواء من حيث الديكور أو الصوت أو الاضاءة. فضاء يذكرنا بقاعات الأفراح والمطاعم الليلية الرخيصة (جماليا)، حيث الفوضى والضوضاء والاضاءة الباهتة والقاتمة. بعد عشرين دقيقة أطلت المنشطة عفاف الغربي، في ثوبها المعهود وماكياجها المألوف، صورة اكتمل بها مشهد «العرس» أو «الوطية»، تكلمت عفاف، وأي كلام؟ طرحت سؤالا أو سؤالين على الضيف ثم اختفت ليعود هذا الاخير الى الغناء بدون توقف الى أن ظهر جنريك النهاية. اين التنشيط؟ أين الصورة؟ أين الصوت؟ أين الترفيه؟ أين المنوعة؟ أنا لا أكره «المزود»، ولست من المعترضين على حضوره سواء في التلفزة أو في الاذاعة كما أؤمن بحرية الفرد في كل ما يريده ويحبه في الحياة، ولكن التلفزة لها «أصولها» وقواعدها وجمالياتها، شأنها شأن التنشيط وتصميم المنوعات وما ورد في حصة السبت الماضي من منوعة «الليلة ليلة» على قناة حنبعل ليس تنشيطا ولا علاقة له بالمنوعات فهو عبارة عن مساحة بث للاتحاد، مفتوحة لكل الفنانين الشعبيين الراغبين في الدعاية لأنفسهم ولأعمالهم. اما المنشط أو المنشطة فيبدو كأنه مجرد عون اشهاري وظيفته استقدام هؤلاء الفنانين وهنا لابد من تدخل المجلس الأعلى للاتصال، على الأقل حماية للمشاهدين من هذه الفوضى وقلة الذوق، والا من يوقف هذه «المنوعة».؟