بعد الكلام الكثير الذي قيل والحبر الذي سال قبل وأثناء إنجاز منوعة رأس السنة الادارية على قناة تونس 7 انتظرنا منوعة ضخمة بكل المقاييس... لكن مرة أخرى يخيب أمل المشاهد ليصدم ب »شكشوكة« تلفزية لم ترتق إلى مستوى ما كان منتظرا منها... لم توفّق ألفة الساحلي في الاختبار وبدا تنشيطها باهتا وبعيدا عن المطلوب... تركت المجال »فسيحا« لتدخلات هامشية أراد أصحابها الظهور بلا مبرر... فكان النشاز طاغيا على أغلب فقراتها... فما دخل معز التومي في الغناء ليصدع رؤوسنا بصوت مبحوح أو نعيمة الجاني التي كان صوتها مشروخا وغيرهما من الأسماء التي أفسدت الفرجة وحرقت أعصاب المشاهد ب »طلعات« مسقطة... وإذا كان المشرفون على هذه المنوعة يعتقدون ان كسب الرهان يتحقق ب »تكديس« الاسماء الفنية واستضافة من هب ودب فانهم مخطؤون في حساباتهم... فسنية عبد الوهاب أساءت الى أغنية المطربة القديرة علية »قالوا زيني« وكانت »نشازا«... أما هالة نور فقد بدت غير قابلة للتصنيف لرداءة صوتها وضعف امكانياتها... وتواصل »الكاراكوز« في أكثر من فقرة غنائية مع »شطيح ورديح« بشكل فوضوي... ولعل الريبورتاجات التي أمنها جميل الدخلاوي هي التي حفظت ماء وجه المنوعة بشكل نسبي... ورغم خصوصيتها لتصويرها على ظهر باخرة الحبيب فان هذه المنوعة أكدت أن برمجة قناة تونس 7في حاجة الى مراجعة أما المعضلة الكبرى فهي افتقارها الى منشطين كبار قادرين على معانقة النجاح في مختلف المناسبات... ألفة الساحلي لم تبرز إلا بفستانها الأحمر البراق. واللمعان وحده لايصنع النجاح... ونفس اللخبطة تابعناها في منوعة ليلة رأس السنة التي نشطها نزار الشعري والتي كانت شبيهة بحفل زفاف فوق سطح بل ان حفل الزفاف يبدو أحيانا أفضل تنظيما... فضاع الشعري وسط الفوضى والزحام.. ونقطة الاستفهام الحارقة هي: »الى متى سيظل المشاهد يتذوق مرارة الحنضل بسبب استسهال الأعمال المنوعاتية«؟ إيقاع مختلف إحقاقا للحق وعلى عكس تونس 7 كان إيقاع منوعة حنبعل مغايرا ومحتواها مختلفا واستطاعت عفاف الغربي ان تؤمن طبقا تلفزيا دسما وثريا شد نسبة كبيرة من المشاهدين... وكانت أغلب الاستضافات مدروسة باستثناء فقرة »السكاتش« التي لم تتماش مع قيمة المنوعة بعد ان عجز المنجي بن سعيد وزميله عن رسم البسمة على شفاه المتفرجين وافتكاك الضحكة الى جانب التحفظ عن بعض الاسماء الذين لم يستثمروا ظهورهم بقدر ما أساؤوا الى صورتهم... ولا شك اننا نقصد هنا شمس الدين باشا الذي »تخمّر« وفعل ما أراد... لكن رغم هذه الجزئيات فقد ارتقت هذه المنوعة الى درجة المقبول والمعقول وحتى التميّز مقارنة بغيرها.. اذ تمكن النجم العربي مروان الخوري من صنع الحدث وأقنع سواء بأغانيه أو بحواره ليلقي الضوء على أبرز برامجه الفنية... كما تحدث غازي العيادي وزياد برجي والآخرون عن مشاريعهم... ويمكن القول ان طريقة اعداد فقرات السهرة واعتماد التسجيل قبل فترة من الموعد المحدد قد ساعد الفنيين وكذلك المنشطة عفاف الغربي من تأثيث منوعة تشد المشاهد. محمد صالح الرّبعاوي للتعليق على هذا الموضوع: