خروج الملعب التونسي من الدور نصف النهائي للكأس كان بمثابة الخيبة الكبرى للجميع بالنظر الى المردود العام للفريق.. بالأمس القريب تحدثنا مع قدماء الملعب التونسي عندما حقق الفريق نتائج وصفها الجميع بالايجابية ونعود إليهم اليوم لنستدل برأيهم والبحث في أسباب الخسارة أولا وفي تداعياتها على مستقبل فريق بدأ يتشكّل تدريجيا بخصال كبرى وقد تسبب هذه الخسارة في تشتّته بشكل من الأشكال. «الشروق» تحدثت الى بعض قدماء الملعب التونسي في إطار هذا التحقيق: الناصر كريت: لا نملك مهاجمين في نظري خسارة نصف نهائي الكأس سببها الأساسي عدم امتلاكنا لمهاجمين قادرين على صنع الفارق وتحقيق الفوز من إنجاز فردي وفي اعتقادي المدرب لم يخطئ لأن فريقنا كان منظما وجاهزا على مجمل اللقاء ولكن عندما نفتقد الى مهاجم قادر على التسجيل لا يمكنك أن تنجح رغم السيطرة، لذلك علينا التفكير في هذه النقطة مستقلا. محسن الجندوبي: ربحنا اللقاء قبل أن نلعب كان من المتوقع أن تكون المباراة صعبة على الفريقين خاصة من جانب الملعب الذي يبدو أنه فاز باللقاء قبل أن يخوضه واستسهل المنافس المحترم بشكل واضح.. ومن الأسباب التي ساهمت في الخسارة هي قلة الانضباط التكتيكي للاعبينا حيث لاحظنا تداخلا في المهام وإكثار مفرط للكرة في الاحتفاظ بالكرة من قبل بعض اللاعبين، الى جانب فشل الملعب التونسي في فرض كونه في غياب الضغط على المنافس الذي كان يلعب بحرية كبيرة وفي نظري إذا كان فريق غير قادر على تطبيق مثل هذه القواعد السهلة في مباراة حاسمة فإن الهزيمة تكون منطقية. جمال الغمراسني: لم نلعب بطريقتنا المعهودة من الصعب الحديث عن أسباب الهزيمة لأن الفريق لم يقدم المستوى المطلوب منه طيلة اللقاء ولكن يمكننا أن نفسر ما حصل استنادا الى أن الملعب التونسي لم يلعب بطريقته المعهودة والتي تعتمد أساسا على الهجومات المعاكسة في ظل تكتيك دفاعي مفرط تسبّب في تكبيل أرجل اللاعبين الى حدّ كبير.. الآن وقد حصل المحظور، علينا التفكير في المستقبل ومحاولة الحفاظ على نواة الفريق التي بدأت تتشكل والبداية بالبحث عن المهاجمين القادرين على إعطاء الاضافة الى الخط الأمامي الذي بقي يمثل مشكلة كبيرة في الفريق. هشام النصيبي: تلك حقيقة إمكاناتنا صراحة فاجأني المستوى المتواضع الذي ظهر به الفريق في مباراة نصف نهائي الكأس وجعلني أتساءل هل يستحق الفريق المرتبة الرابعة التي يحتلها الى الآن.. المنافس كان أفضل منا على جميع المستويات خاصة وأنه لعب بنفس الطريقة التي نلعب بها، فاستطاع أن يوقفنا ثم يتفوق علينا عن طريق المرتدات.. ا لتغييرات لم تعط أكلها لأنها تلك حدود امكاناتنا فلا وجود لبدلاء على البنك في الوقت الحالي يمكنهم أن يصنعوا الفارق عند نزولهم الى الميدان في مثل تلك الأوقات الصعبة وهذه حقيقة يجب أن نعترف بها.. الآن يجب تدعيم الفريق بداية من خط الوسط الى الهجوم وهذا ما يفرض تغييرا بنسبة 60٪ على الأقل مع المحافظة على بعض العناصر التي أثبتت جدارتها بالانتماء للفريق. جمال ليمام: الفريق يفتقد للشخصية وهذا ما يجب أن يتغير الملعب التونسي افتقد في مباراة الأولمبي الباجي الى الشخصية القوية التي تبعث في اللاعب حبّ الانتصار وهذا أمر مهم للغاية في مثل هذه المباريات حيث لاحظنا أن الأولمبي الباجي كان أكثر إصرارا على الفوز منا واستحق ذلك.. بالنسبة لي على الجميع تحمل مسؤوليتهم في الفريق بداية من المدرب واللاعبين بالنظر الى بعض الأخطاء التي ارتكبت في المباراة حيث غاب الانضباط التكتيكي الذي ميّز الملعب التونسي طيلة الموسم وافتقد الفريق الى العمق الهجومي وشخصيا لم أفهم لماذا لم يلعب ألفاز منذ البداية ولماذا أصرّ المدرب على تعبئة وسط الميدان في الوقت الذي تتطلب فيه مباراة الكأس المجازفة.. مستقبلا يجب البحث عن اللاعبين الذين تسبّبوا في تراجع المستوى العام للفريق والقيام بعملية تقييم ضرورية للرصيد البشري كمّا وكيفا ويجب على الأقل القيام بتغيير 50٪ من الفريق لأن هناك مجموعة من اللاعبين الممتازين يجب الحفاظ عليها والبناء انطلاقا من تلك النواة حتى ننجح في تكوين فريق للمستقبل.