حوار وإعداد فاطمة بن عبد اللّه الكرّاي أصدر السويّديون «كتابا أبيض» بعد مدّة من الزمن، أي بعد ثلاث سنوات تقريبا من تغيّر السياسة التنموية التونسية.. وفي حلقة أمس كان «سي أحمد» بن صالح واضحا في ردّه على أصدقائه السويديين المسؤولين بوزارة التعاون الدولي حين سألوه إن كان عليهم إنهاء العلاقة التعاونية مع تونس، فرفض ذلك، مشدّدا على أن التعاون مع المجتمع وليس مع الأشخاص (من المسؤولين)... وكانت ل«سي أحمد» مكانة مميّزة لدى السويديين وغيرهم من الدول التي تتعاون مع تونس، وهنا استذكرت ما كان قصّه علينا عبر هذه الحلقات، حول مشروع قليبية المتكامل الذي أمّنه لتونس السوّيديون «فقد ترك لي وزير المالية، الذي تخلف عن الزيارة التي من المفترض أن نمضي فيها الاتفاقية لانجاز ميناء ومدرسة صيد بحري بقليبية وعمارة سكنى وأول مركز رعاية الأم والطفل، وقد ترك لي فراغين في نص العقد، الأول يهمّ مدّة القرض والتي وضعت فيها 25 سنة، والثاني يهمّ نسبة الفائدة للقرض السويدي وقد وضعت فيه 2.5٪ ... وكان هذا دليل ثقة كاملة وملفتة، لم تقع بين أيّ دولتين من قبل، فقد بعث لي الوزير السويدي، نصّ الاتفاق مع مساعده وقال لي إن الوزير يقول لك أنت من سيضع نسبة الفائدة ويحدّد مدة استرجاع القرض!». ويواصل «سي أحمد» قوله، وهو يسردُ هذا المثال، بالقول: لذلك قلت إنه لم يعد لي أيّ دخل.. ولن أتدخل في موضوع التعاون لدى السويديين بعد أن قدّم لي المسؤول الموفد من الحكومة سببا عامّا (...) حول قطع العلاقة التعاونية من السويديين. وهنا، وبعد أن سألته عن شعوره تجاه ما قاله وأتاه في حق تونس، حول الملف المذكور، قال «سي أحمد»: «أنا أعتبر أنني تصرّفت بصفة طبيعيّة، وعملت بصفة طبيعية (يقصد الوزارة)، لكن ما لا يُغتفر هو أن الجيل الذي جاء من بعدنا وتصوّرنا أنه سيأخذ المشعل من خلال ما أمكن انجازه سواء على المستوى الفكري، وأقصد لجنة الدراسات الاشتراكية.. لكنهم لم يواصلوا.. فلا مجتمع.. ولا اشتراكية ولا غيرهما»... من جهة أخرى كشف «سي أحمد» النقاب عن أن السويديين، كانت لهم مؤسسة «همّارشولد» (نسبة إلى داغ همارشولد)، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة.. وقد دعي «سي أحمد» للانضمام إليها والمشاركة في برامجها.. وقد شارك «سي أحمد» في جلّ نشاطات هذه المؤسسة وفي نشريتها... وكان هذا خلال الزيارة الأولى الى السويد وذلك ليسجّل فيها فحوى الكتاب الذي أصدره في ما بعد «مارك نيرفان» «entretien avec Ahmed Ben Salah»، وكان التسجيل قد وقع في منزل صديق لنا هو «Sven hamrell» الذي كان مدير مؤسسة «همارسولد» للبحوث والتعاون الدولي والحوار (نسبة الى داغ همارشولد).