دفعت فتاة شقيقتها في قاع البئر ممّا أدى إلى وفاتها وذلك أثناء مرافقتها لزيارة ضريح أحد الأولياء الصالحين قبل ثلاثة أسابيع وفق ما اعترفت به أمس أمام الباحث. حدث ذلك باحدى قرى معتمدية نصر اللّه من ولاية القيروان وقد لف القضية الكثير من الغموض قبل تمكن احدى الفرق الأمنية المختصة من كشف تفاصيلها. الحادثة جدت قبل ثلاثة أسابيع، وقد فجر اعتراف الشقيقة حيرة كبيرة في صفوف أهلها وقلبت عديد المعطيات وغيرت من مجريات البحث بينما قررت النيابة العمومية ايقاف المشتبه فيها على ذمة التحقيق بناء على اعترافها في انتظار مزيد التحري في دوافع القضية. «الشروق» كانت نشرت خبر العثور على جثة المرأة في قاع البئر بعد 17 يوما من اختفائها وذلك في عددها الصادر يوم الأحد 25 افريل وجاء فيه أن امرأة تغيبت عن منزلها لأيام قبل أن يتم العثور عليها مفارقة الحياة وجثتها في قاع بئر عميقة بمنطقة الكبارة من معتمدية نصر الله (القيروان)... وبحسب المعطيات الجديدة المتوفرة وفق اعتراف الشقيقة المشتبه فيها (في العقد الثالث) فإنها رافقت شقيقتها الكبرى (الضحية 35 سنة) قبل أيام (نحو 23 يوما) قصد زيارة ضريح أحد الأولياء الصالحين. وبعد القيام بالزيارة والمكوث بعض الوقت عادت المشتبه فيها الى المنزل وحيدة دون شقيقتها. وأوهمت كل من سألها بأنها عادت برفقتها، لكنها افتقدتها مؤكدة عدم علمها بمكانها. غير أن السؤال عن مكان الشابة المختفية سرعان ما علا في أرجاء المنزل وراح الجميع يفتش ويسأل دون جدوى طيلة أسبوعين. وذكرت المشتبه فيها أنها شاركت أهلها في البحث عن شقيقتها قبل أن تم العثور على جثتها في قاع بئر عميقة على مستوى الطريق التي سلكتها الشقيقتان. وبإعلام الجهات الأمنية تم انتشال الجثة من قاع البئر السحيقة التي كان عمقها يتجاوز 50 مترا وعرضها على التشريح الشرعي وتوجيه إنابة تحقيق الى فرقة الأبحاث العدلية للحرس الوطني التي تابعت القضية. وبين التقرير أن الهالكة متوفاة قبل أيام وأن الوفاة ناتجة عن ارتطام جسدها بقاع البئر بسبب السقوط مؤكدا خلو الوفاة من المسؤولية الجنائية حسب ماهو ظاهر. أقارب الهالكة أكدوا الرواية السابق ذكرها من أن الهالكة ذهبت لزيارة ضريح الولي الصالح صحبة شقيقتها ثم عادتا سويا الى المنزل قبل افتقاد الهالكة. غير أن الشكوك لم تراوح مكانها بذهن بعض الأقارب وأعوان الفرقة الذين استمعوا الى أقارب المرأة الهالكة في أكثر من مناسبة. غير أن المفاجأة التي كانت في انتظار الجميع هي أن الشقيقة الصغرى انهارت واعترفت بقتلها شقيقتها مؤكدة أنها دفعتها لتسقط في قاع البئر أثناء رحلة زيارة الولي الصالح ثم كتمت أمرها عن جميع الأقارب. ولم يتسن ل«الشروق» التعرف على دوافع ما أقدمت عليه المظنون فيها. غير أن المعطيات المتوفرة تشير الى أن الهالكة تشكو من مرض نفسي... وقد أمرت النيابة العمومية بالاحتفاظ بالفتاة المظنون فيها على ذمة التحقيق قصد مزيد التعرف على الدوافع الكامنة وراء القضية. وينتظر أن يتم استدعاء الوالدين للتعرف على مدى علمهما بما فعلته ابنتهم تجاه شقيقتها.