أكد وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس أن بلاده تجهّز خيارات عسكرية لإجهاض خطط إيران النووية متهما طهران ودمشق بتزويد «حزب الله» اللبناني بصواريخ متطورة من شأنها أن تقوّض الاستقرار في المنطقة، لكن «حزب الله» رفض هذا التدخل الامريكي مؤكدا أن سلاح الامريكان هو الذي يفتك بالشعوب من العراق الى أفغانستان. غيتس، الذي كان يتحدث في مقر وزارة الدفاع قال إنه «راض للغاية» عن خطط وزارته للتصدي لما سمّاه الخطر الذي يمثله برنامج إيران النووي متجاهلا اتهامات للجمهوريين بوجود فراغ استراتيجي في هذا الشأن. ويعكف مخططو الحرب في «البنتاغون» على وضع خيارات عسكرية لتكون جاهزة إذا قرر الرئيس الامريكي باراك أوباما استخدام القوة ضد إيران، رغم أن كبار القادة العسكريين أكدوا أن الخيار العسكري سيكون الملاذ الاخير إذا فشلت الديبلوماسية. اتهامات... ومزاعم واتهم غيتس، الذي التقى نظيره الاسرائيلي إيهود باراك إيران وسوريا بتزويد «حزب الله» بصواريخ متطورة، زاعما أن ترسانة الحزب تقوّض الاستقرار في المنطقة. وقال غيتس في مؤتمر صحفي مشترك مع باراك إن «سوريا وإيران تزوّدان «حزب الله» بقذائف وصواريخ ذات قدرات متطورة، وقد وصلنا الى حدّ أن «حزب الله» بات يملك من القذائف والصواريخ أكثر مما تملكه غالبية حكومات العالم، وهذا بالتأكيد أمر يزعزع استقرار المنطقة بأسرها، ونحن نراقب الوضع بدقة. من جهته عبّر باراك عن «قلق شديد» إزاء ما سمّاه دعم سوريا ل«حزب الله» لكنه لم يكرر الاتهامات الاسرائيلية لدمشق بأنها تزوّد الحزب بصواريخ «سكود». وزعم باراك أن سوريا «تجهّز «حزب الله» بأنظمة أسلحة يمكنها أن تقلب التوازن الحساس جدا في لبنان» حسب تعبيره. وأبدى الوزير الصهيوني دعمه للاستراتيجية الامريكية التي تركز الآن على الحد من برنامج إيران النووي باستخدام الديبلوماسية والعقوبات بدلا من العمل العسكري. «حزب الله» يرد في المقابل، أكد نائب من «حزب الله» أمس أن السلاح الامريكي هو «سبب زعزعة الاستقرار» في الشرق الاوسط، متهما اسرائيل وواشنطن بمحاولة «تقييد حركة المقاومة» في الدفاع عن لبنان. وقال النائب حسن فضل الله إن «السلاح الامريكي الذي يفتك بالشعوب من أفغانستان الى العراق وفلسطين ولبنان هو سبب مآسي هذه المنطقة والعامل الاساسي لزعزعة أمنها واستقرارها ومنع تطورها». وأضاف أن «الضغوط الامريكية والتهويل» على «حزب الله» وسوريا «يهدف الى تقييد حركة المقاومة وبالتالي منع لبنان بجيشه ومقاومته وشعبه من امتلاك امكانات الدفاع عن نفسه». إلا أنه أكد أن «من حق لبنان بجيشه ومقاومته وشعبه السعي بكل الوسائل والسبل المشروعة الى امتلاك القدرات التي تخوّله الدفاع عن نفسه وحماية أرضه». وتابع فضل الله أن «المعركة السياسية والديبلوماسية التي تخوضها أمريكا لمصلحة اسرائيل ترفع شعار الحفاظ على التفوق الاسرائيلي، وتطلب منّا أن نسلم بهذا التفوق لتبقى اسرائيل قادرة على شن العدوان ساعة تشاء من دون ان تكون لدينا القدرة على مواجهتها». وقال: «إننا لسنا معنيين بالخضوع لمعادلة التفوّق الاسرائيلي الدائم».