كشفت منظمة «هيمون رايتس ووتش» أمس أن المعتقلين السنّة الذين كانوا محتجزين في معتقل سري في بغداد ويخضع للاشراف المباشر لرئيس الوزراء نوري المالكي، عذبوا بوحشية، فقد تمّ تعليقهم من أرجلهم وصعقوا بالكهرباء في أعضائهم التناسلية واغتصبوا اضافة الى وسائل التعذيب الأخرى كالضرب والركل والتجويع. وطالبت المنظمة ببعث لجنة تحقيق مستقلة لتحديد المسؤوليات عن الانتهاكات التي حصلت في معتقل المثنى. وأصدرت المنظمة الدولية أمس تقريرها بعد أن أجرت قبل يومين مقابلة مع 42 معتقلا من بين 300 سني كانوا معتقلين في قاعدة عسكرية في مطار المثنى القديم ببغداد بعد إلقاء القبض عليهم في مدينة الموصل وإتهامهم ب«الارهاب». «فنون» التعذيب وقال المحتجزون في حديثهم للمنظمة إن الكثيرين منهم كانوا مقيدي الأيدي ومعصوبي العينين وكانوا يعلقون ورؤوسهم الى أسفل كما أن المحققين كانوا يركلونهم ويجلدونهم ويضربونهم. وأكدت المنظمة أن المحققين كانوا يغطون رؤوس المعتقلين بأكياس بلاستيكية قذرة لخنقهم، وعندما يغيبون عن الوعي كانوا يفيقون على وقع صدمات كهربائية في أعضائهم التناسلية وأماكن أخرى من الجسم. وقال أحد المعذبين وهو لواء سابق في الجيش العراقي كان يعيش في لندن، لكنه عاد إلى الموصل بعد احتجاز ابنه: «إن الحراس رفضوا أن يقدموا له الدواء الذي يتناوله لمرض السكري وضغط الدم المرتفع وكانوا يضربونه بقسوة». وأكد المعتقل أن الحراس كانوا «يوصلون الكهرباء بأعضائي التناسلية وهتكوا عرضي بعصا.. وأجبروني على التوقيع على اعترافات دون أن أقرأها». ومن جانبه قال محتجز آخر عمره 21 عاما، إنّ المحققين هددوه بأنهم سيغتصبون أمه واخواته إذا لم يعترف وخلال احدى جلسات التحقيق أجبروا محتجزا آخر على اغتصابه، بينما أكد محتجز آخر أن المحققين هتكوا عرضه بمسدس. لجنة تحقيق «مستقلة»؟ ودعت المنظمة الدولية أمس إلى إجراء تحقيق شامل حول مركز الاحتجاز الذي تم الكشف عنه وأغلقته وزارة حقوق الانسان العراقية هذا الشهر. وقال جوستورك نائب مدير الشرق الأوسط في منظمة «هيومن رايتس ووتش» إن «ما حدث في المثنى مثال على التجاوزات المروعة التي يقول زعماء العراق أنهم يريدون تركها وراءهم». وأضاف ستورك قائلا إن «الفظائع التي اطلعنا عليها توحي بأن التعذيب كان هو المنهج السائد في المثنى». مشيرا الى أنه «لا بد من محاسبة كل المسؤولين من أعلى القيادات الى أصغرها». ومن جانبه نفى المالكي صلته بمركز الاحتجاز الذي كان يضم سجناء من السنة في مدينة الموصل بينما يأتي الكشف عن هذه الفظاعات في وقت حساس لرئيس الوزراء السابق الذي يحاول الفوز بمرحلة أخرى في هذا المنصب من خلال التفاوض مع بقية التكتلات السياسية العراقية.