بعد أن ارتدى عريسنا المحفوظ... في حلقتنا السابقة الجبة البيضاء والسروال العربي الفضفاض وشملة وصدرية وشاشية وبلغة وجوارب بيضاء وبيده مشموم كبير... وعلى أكتافه برنس حرير وسار صف المدعويين به يسير الى منزل والده والأطفال الصغار على اليسار واليمين وبالشموع ما سكين. وبعد ان وصل «العريس السلطان» الى الدار وجلس على كرسي تحت زغاريد النساء لكن في انتظار من يا ترى؟ في دراسته عادات وتقاليد الزواج بمدينة سوسة في النصف الأول من القرن العشرين المنشورة بمجلة «منارة الساحل» التي كان مديرها المسؤول رجل الثقافة الراحل الاستاذ عبد الحفيظ بوراوي يقول الاستاذ حسين الحاج يوسف.... هو في انتظار صاحبة الجمال والزين واتساع وجمال العين والمبسم الرقيق الذي عن زبيبة يضيق.... عروس الخير. موكب بمجرد وصول العريس الى المنزل يذهب عدد من الرجال برفقة 3 أو 4 نساء لمصاحبة العروس الى منزل الزوجية... وان كان سبق أن فرح بهم أهلها ليلة الحنة... فإنهم في هذه المرة لن يسلموا عليهم بكل غبطة وسرور لأنهم سيحملون عزيزتهم العروس طبعا وسيحرمونهم من أنسها وظرفها ويستأثرون بخصالها ولطفها. وبأسرع ما يكون توقف الماشطة العروس وتبرم نصف دورة بقية الجلوات السبع احتراما لضيوفها ويخرجونها من الدار تحت الزغاريد. بعدها ينطلقون بالعروس راجلين في طريقهم بعدما اقيمت على جانبي الموكب العبائن والستائر وعطلت الانهج والأزقة عن كل سائر حتى لا يسترق أحدهم النظر أو كشف ما تخفيه الستائر ويتجرأ ويقول أنه رأى «صاحبة الزين وقد الخيزران... عروس الخير. قطعة سكر تطورت الأمور بعد ذلك واصبحت عروس سوسة تحمل الى منزل زوجها على كروسة وهي مستورة عن كل الانظار حتى عن الحوذي (سائق الكاليس وبمرور السنوات صار على سيارة مغطاة وهي لا تزال مستورة كذلك عن السائق بستار فلا يظفر من رؤيتها بطائل. عندما تصل العروس الى دار زوجها تستقبلها حماتها أمام الباب فتضع قطعة سكر في فمها لتحلي كما يذكر الأستاذ حسين الحاج يوسف دار ابنها وتعلي قدرها بين الناس ثم تعطيها المفتاح وتطرق الباب سبع مرات ليكون عامها أخضر ويتورد ويزهر وتفتح باب الرزق الكبير والخير الوفير فتعلق مرآة على صدرها ويفتح الباب للنساء على مصرعيه ويوجهن العروس للعريس عندها تأتي الماشطة وتأخذ منها المرآة وعلى العريس تديرها سبع دورات ليراقب وجهه ولباسه ويسوي عمامته فوق رأسه ثم تقوم الى العروس وترفعها فوق بنك (مقعد خشبي) لجلوتها وتكشف لها عن وجهها وللعريس جمالها وتوهجها فيفرح ويندهش. فما السبب؟!