حوار وإعداد فاطمة بن عبد اللّه الكرّاي عندما اعتبر نفسه فشل في تأمين مشاركة السرطاوي في اجتماعات «الاشتراكية الأممية»، بعد أن صعد شيمون بيريز الى رئاسة الجلسة، بعد أن تسلّمها من «ويلّي براندت»، غادر «سي أحمد» بن صالح مدينة «أبولفيرا» «Abulfira» جنوبي البرتغال مقر الاجتماع، نحو سويسرا، مقر إقامته آخر الثمانينات وبقية التسعينات... كان غاضبا كما ذكر لنا ذلك أمس، لأنه لم يتمكن على غرار المرات السابقة لاجتماعات الاشتراكية الأممية، من أن يساعد الوفد الفلسطيني على المشاركة والحضور في هذه الاجتماعات... وبعد أن ذكر كيف علم باغتيال د. عصام السرطاوي، في مكان الاجتماع، والنقد الذي وجّهه «ماريو سواريس» (رئيس الحزب الاشتراكي البرتغالي والذي كان في المعارضة وقتها) الى الحكومة البرتغالية، لأنها لم تقدر على درء الخطر الأمني على السرطاوي... سألت «سي أحمد»: من قتله؟ قيل لي، إنه عون (عميل) صهيوني... وهنا بدأ «سي أحمد» واثقا من مصادره، مشيرا كيف أن أصابع الاتهام في الأول أشارت الى أن القاتل هو من الفلسطينيين المتشددين ولكن في آخر الامر، جاء الكلام المقبول من الجميع بعد التثبّت أنه «عون» صهيوني مع العلم أن المبهمات مازالت موجودة... مضيفا: «والله أعلم»... وكان أسفه شديدا على اغتيال السرطاوي، لذلك بدا «سي أحمد» وهو يتحدث عن القصة وقد انتابه نوع من الغضب أن كيف يقع ذلك ويصل الأمر حدّ التصفيات... عبر هذه الحلقات الأخيرة، التي نتناول فيها ما أمكن ل«سي أحمد» وما أراد، أن يستذكر لنا من حياته الزاخرة بالمحطات والفعل السياسي والفكري، سألت «سي أحمد» وبعد أن أكد لي، أن ليس هناك جلسة واحدة للاشتراكية الأممية لم تتناول القضية الفلسطينية وقوله: «بالنسبة لي، المهم، أن صوت فلسطين لا يغيب». سألته إذن عن مؤسسة «فيباد» FIPAD التي أصبح لها صيت عالمي، وهي منظمة غير حكومية، ضمّت كوكبة من الشخصيات العالمية ممن لهم رؤية تقدمية لمجال التنمية... فقال: «هي منظمة، وتسمّى بالعربية «المؤسسة الأممية من أجل تنمية عادلة» تكوّنت آخر السبعينات... النصف الثاني من السبعينات... وعاشت عشرين عاما... فيها «مارك نيرفان» من سويسرا، واسماعيل صبري عبد الله من مصر وفيها «إيقناسي ساكس» Ignacy SAX أستاذ بجامعة باريس، وهو أول من نطق بمفهوم «Eco-développement» من ايطاليا، ومن كندا موريس سترونع (كان يشغل خطة أمين عام مساعد أسبق للأمم المتحدة) إضافة الى شخصيات من السويد والشيلي (وكان سي أحمد أحد أبرز مؤسسيها)... ومن خلال أهداف هذه المؤسسة قمنا بعدة جولات في فينزويلا... وفي الهند وفي «سري لانكا» وايطاليا وسويسرا، حيث نظّمنا ملتقيات عديدة... وكنا نحاول عبر هذا العمل، أن ننشر ما نحلم به من محتويات التنمية ومقتضياتها في العصر الحاضر، وما يمكن أن ينتج عنها من نُظم سياسية تلتزم بأخلاقيات حياة الشعوب... كانت نظرة تقدمية... وقد شجعنا كثيرا تكوين منظمات غير حكومية»... وكانت فيباد FIPAD هي المنظمة الاولى فيما يبدو، التي استطاعت أو هي نجحت في جعل المنظمات غير الحكومية (ONG) تجتمع في الأممالمتحدة... وأضاف: «سي أحمد» متحدثا عن النشرية التي كانت تصدرها «فيباد»: «دامت النشرية، من حيث الصدور، عشر سنوات، وساهم فيها الكثير من الاخوان من بلاد الله... تجمع بينهم المناهج التنموية والسياسية التقدمية»... غدا إن شاء الله حلقة عن: أحمد بن صالح والعراق...