سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في الندوة الجهوية حول آفاق القطاع السياحي بولاية القيروان: وزير السياحة يثمن المخزون الثقافي والطبيعي للجهة ويدعو الى تجنيد مختلف الوسائل لترويج المنتوج السياحي
تنفيذا للقرار الرئاسي القاضي بوضع دراسة معمقة حول افاق السياحة بولاية القيروان والنظر في مقومات هذا القطاع وحسن استثماره وتوظيفه وبالتزامن مع انطلاق المهرجان الوطني للزربية، أشرف السيد سليم التلاتلي وزير السياحة أمس السبت 8ماي بالقيروان على ندوة «آفاق القطاع السياحي بولاية القيروان» بحضور السيد ياسين بربوش والي الجهة والمدير العام لديوان تنمية الوسط الغربي والمدير العام لديوان السياحة ومندوبي السياحة والثقافة والصناعات التقليدية بالجهة وعدد من المسؤولين الجهويين والمستثمرين وممثلين عن المؤسسات السياحية على الساحة الجهوية والوطنية ونواب البرلمان. الندوة كانت مناسبة للحديث عن واقع السياحة بولاية القيروان وما تمر به من صعوبات والبنية التحتية المتوفرة وطرق تطوير السياحة الثقافية والبيئية على مستوى الجهة بالنظر الى ما تتوفر عليه من مقومات طبيعية ومخزون حضاري هام. كما تطرقت على المستوى الوطني الى ضرورة مسايرة منتوج السياحة التونسية الى متطلبات السوق العالمية (سياحة العائلات) ومواجهة المنافسة والمتغيرات العالمية من أزمات ومواكبة التطور التقني وأهمها الانترنيت. نحو بلوغ نمو ب6 بالمائة ولدى إشرافه على افتتاح الندوة أبرز السيد سليم التلاتلي وزير السياحة ما يحظى به قطاع السياحة من عناية متواصلة من قبل رئيس الجمهورية مؤكدا أهمية القطاع في تحريك الاقتصاد الوطني وما للسياحة من قيمة مضافة عالية مشيرا الى ما سجلته من نمو اقتصادي ب3 في المائة رغم الأزمة العالمية، مشيرا الى قرار رئيس الدولة القاضي بالرجوع الى مستويات أرفع وبلوغ نسبة 6 بالمائة سنويا. ويقضي ذلك حسب السيد الوزير الاقتراب من 10 ملايين سائح سنويا مقابل ما يسجله قطاع السياحة من زيارة 7 ملايين سائح في السنوات الأخيرة. مبينا ان تحقيق مستويات اعلى من النمو يدعو الى ضرورة دفع الاستثمار وخلق فرص عمل ومسايرة متغيرات المشهد السياحي العالمي الذي تغير بصفة جذرية واختلاف سلوك السائح اليوم عن السائح قبل 16 عاما من حيث استهلاكه ونظرته الى المنتوج السياحي وطريقة قضائه العطلة وتغير ايام العطل. مبرزا الملامح لجديدة للسياحة العالمية التي هي سياحة العائلات. بين الواقع والأرقام وفي ما يخص تطور القطاع ولاية القيروان أشاد معالي الوزير بما تزخر به عاصمة الأغالبة باعتبارها من أهم أقطاب السياحة الثقافية من طاقات وإمكانات بيئية وطبيعية كبيرة وارث حضاري وهي عوامل قادرة على تحقيق نتائج أفضل مما هو مسجل الآن على ارض الواقع بهذه المدينة العريقة معربا عن عدم رضاه عن الأرقام المحققة. ملحّا على ضرورة تحسين مردودية السياحة (بجهة القيروان مثلا) وضرورة إقناع السياح بالاقامة حتى تكون للقطاع ايجابياته المرجوة على الاقتصاد. كما دعا السيد الوزير الى ضرورة اعتماد التكنولوجيا الحديثة وأهمها الانترنيت في التعريف بالمنتوج السياحي التونسي مؤكدا ان 70 بالمائة من السياح يختارون وجهتهم عبر الانترنيت وتساءل عن مدى حضور القيروان على الأنترنيت ومدى وجودها بالشكل المطلوب. منافسة واهداف من جهة ثانية أكد السيد التلاتلي ما تواجهه السوق السياحية التونسية من منافسة ضارية وبين ان تونس التي بلغت طاقة ايوائها السياحي 230 الف سرير «لم تعد وحدها في السوق»، داعيا بالمقابل الى ظروف اسثمار جميع مقومات النهوض بالقطاع وتنويع المنتوج السياحي التونسي وعدم الاعتماد على السياحة الشاطئية (80 بالمائة من المنتوج السياحي الوطني) مؤكدا وجود منتجات سياحية جديدة بيئية ورياضية وثقافية واستشفائية ومؤتمرات وقولف ومعالجة بمياه البحر(المرتبة الثانية)، يجب استغلالها قصد الاستجابة الى تطلعات ومتطلبات السائح التي تغيرت وجهتها نحو سياحة العائلات وما يتعين على السياحة من توفيره. وشدد الوزير على انه لن يكون مسموحا بالتراجع في القطاع مؤكدا في ذات الصدد ان المعالم الثقافية وحدها لا تكفي ولا تخلق في ذاتها منتوجا سياحيا بقدر ما يجب تنشيطها بإضافة مكونات سياحية اخرى على غرار المسالك السياحية والبنى التحتية والوسائل الترفيهية والتسوق مبينا ان السياحة ليست نزلا مستلقيا على الشاطئ. وفي ختام كلمته اشار معالي الوزير الى التحديات التي يواجهها القطاع والمجهودات مبرزا جسامة المسؤولية الملقاة على عاتق مختلف الأطراف المتدخلة من مختلف القطاعات من مهنيين وبلديات وذلك قصد تطوير المنتوج السياحي وتطوير صورة تونس في الخارج كوجهة سياحية (تتوفر على 7 معالم اثرية مصنفة تراثا عالميا) مشددا على الحضور الاجباري على مواقع الواب. الى جانب تطوير الاطار القانوني للمهنيين لتجنب تضارب المصالح بينهم. وخلص الوزير الى ان الدراسة موضوع الندوة «آفاق السياحة في القيروان» ستفضي الى خطة عمل تنفيذية مدققة وطرق تنفيذها والتي ستكون محور استشارة وطنية للسياحة. مقومات ورهانات من جهته أبرز الوالي ياسين بربوش ما تتوفر عليه القيروان من مخزون وتراث حضاري مشيرا الى ان دراسة آفاق القطاع السياحي بولاية القيروان مرتبطة باستثمار مختلف المقومات البيئية والثقافية للجهة بين المحافظة على الأصالة والأخذ بمقتضيات الحداثة مؤكدا توفر الدارسة على مجموعة من الأفكار للمشاريع القابلة للاستثمار بالجهة ومنها اعتبار جبل «وسلات» منطقة تنموية كما أشاد السيد الوالي بالإجراءات الرئاسية لفائدة القطاع بالجهة. كما اشار السيد محمد العكريمي المدير العام لتنمية الوسط الغربي الى ما يمر به القطاع السياحي بالقيروان من صعوبات تستوجب تدخلات شاملة قبل ان ينوه بالتطور الايجابي الذي سجلته الجهة وتنوع منتوجاتها السياحية مؤكدا ان تطور القطاع يقتضي حسن استغلال جميع المقومات السياحية. واثر الافتتاح تواصلت مداخلات الندوة بتدخل لديوان تنمية الوسط الغربي عن «المميزات التفاضلية للسياحة البيئية والثقافية بولاية القيروان وامكانيات التكامل مع ولايات الوسط الغربي» قدمها السيد فاروق بن صالح. ثم مداخلة للديوان الوطني للصناعات التقليدية تتناول محور «الصناعات التقليدية: احد الروافد الاساسية للسياحة الثقافية» لحسن دغيري ثم مداخلة لمكتب الدراسات المكلف بإعداد الدراسة لتقديم نتائج دراسة تشخيص مشروع سياحي وثقافي متكامل بولاية القيروان وهو قرار رئاسي قبل الدخول في نقاشات وتلاوة اللائحة العامة للندوة. السياحة والزربية... في الفسقية هذا واشرف السيد وزير السياحة على افتتاح مهرجان الزربية في دورته 14 بالإطلاع على عرض فلكلوري بفضاء فسقية الأغالبة الذي يحتاج الى تنفيذ المشروع الرئاسي القاضي بتهيئته، كما اشرف على تقديم جوائز وهدايا لعدد من السياح. هذا ويتواصل مهرجان الزربية الى غاية 11 ماي وتتخلله عديد العروض الفنية والندوات والمعارض أهمها معرض المنسوجات بفضاء ساحة الشهداء. وستمثل التظاهرة بدورها مناسبة للتنشيط السياحي خصوصا السياحة الداخلية لاهمية المهرجان الذي اقره رئيس الدولة سنة 1994 حسب إشادة السيد إبراهيم مالوش رئيس المهرجان. ويعد الربط بين ندوة السياحة والاحتفاء بالزربية تأكيدا لمساهمة هذه الصناعات التقليدية في السياحة الثقافية والتشغيل اذا ما تم الاعتناء بها ورفع تحدياتها.