أخبار تونس– تشتهر القيروان بسجادها الأصيل الذي يصنع من الصوف و تحيكه نساء و عائلات اشتهرت بهذا الفن. والسجاد القيرواني أو الزربية هي نتاج للفن القيرواني الأصيل . والقيروان اليوم هي أعرق مركز تونسي لصنع الزربية في تونس و أكثرها جودة . ويسهم نشاط النسيج اليدوي وبالخصوص صناعة الزربية بشكل ملحوظ في قيمة الصادرات الوطنية المقدرة سنويا ب14 مليون دينار أي 40 بالمائة من القيمة الجملية لصادرات منتوجات الصناعات التقليدية إلى جانب ما توفره من مواطن شغل لفائدة عدد هام من الحرفيات كما يتوفر قطاع النسيج اليدوي على إمكانات كبيرة لم يتم استغلالها إلى حد الآن بالقدر الكافي باعتبار قدرته على خلق حوالي 10 بالمائة سنويا من مواطن الشغل الإضافية سيما و أن القطاع يرتكز على المهارات اليدوية ولا يتطلب تجهيزات الثمن. وتثمينا لهذا القطاع، أدى السيد رضا بن مصباح وزير التجارة والصناعات التقليدية يوم الأربعاء زيارة إلى المركز الفني للابتكار والتجديد والإحاطة في الزربية والحياكة بالقيروان تعرف خلالها على دور المركز في تنمية الكفاءات والمهارات الحرفية باعتماد أحدث الوسائل التكنولوجية من برمجيات وحواسيب ومعدات متطورة في التصميم والمساعدة على الابتكار. وبين الوزير بالمناسبة أن البحوث التي يقوم بها المركز لملائمة الزربية والمرقوم والمنسوجات الصوفية والحريرية مع الحياة العصرية والأذواق الحديثة يندرج صلب الخيارات التي رسمها رئيس الدولة لتنمية الاقتصاد التونسي بإدراج المعرفة والبحث العلمي في مختلف مجالات الإنتاج ذلك أن إدراج الحلول التكنولوجية للابتكار في مجال الصناعات التقليدية من شأنه أن يرفع في القيمة المضافة لمنتوجات الزربية والمرقوم والمنسوجات الحريرية ويعزز تنافسيتها في السوق التونسية والأسواق الخارجية ويفتح آفاقا أوسع للتشغيل خاصة في صفوف حاملي الشهائد العليا. وتعرف الوزير على نتائج البحوث والدراسات التي أنجزت في إطار انفتاح المركز على الفضائين الجامعي والحرفي والتي شملت منظومة الجودة داخل المؤسسات الحرفية والفروق في الألوان المعدة للصباغة والأدوات المستعملة في صناعة الزربية على غرار “المنسج”. واطلع الوزير من ناحية أخرى على مختلف أنشطة المركز الذي يتولى تأطير عددا من خريجي المؤسسات الجامعية من مختلف الجهات والاختصاصات مثل “الفنون الجميلة” و”الفنون والمهن” و”معاهد الدراسات التكنولوجية”. وقد أحدث المركز الفني للابتكار والتجديد والإحاطة في الزربية والحياكة بمقتضى قرار من وزير التجارة والصناعات التقليدية بتاريخ 14 فيفري 2007، وهو مؤسسة معنوية ذات مصلحة عمومية اقتصادية تتمتع بالشخصية المدنية والاستقلال المالي ويخضع إلى إشراف وزير التجارة والصناعات التقليدية. وتشمل قائمة حرف النسيج التي يهتم بها مركزالنسيج اليدوي والغزل اليدوي والصباغة التقليدية والمفروشات (الزربية، كليم، مرقوم، غرارة، قطيف...) علاوة على المنسوجات الحائطية والأغطية الصوفية. ويقوم المركز الفني للابتكار والتجديد والإحاطة في الزربية والحياكة بتصاميم تقنية مجددة ومواكبة لتوجهات العصر والموضة لفائدة المؤسسات الخاصة بإدراج أشكال مستمدة من التراث الوطني وألوان ومواكبة للتوجهات الحديثة في التأثيث واللباس. كما يقوم بتوثيق مختلف أصناف الزربية والمرقوم والكليم في مختلف جهات البلاد وذلك بتدوين المواد المستعملة وكيفية حياكتها ويدرس سبل المحافظة عليها. وقد كان موضوع “الزربية التونسية من الموروث إلى الحداثة” محور أشغال الندوة الوطنية للزربية التي التأمت ضمن فعاليات المهرجان الوطني للزربية في دورته الثالثة عشر الملتئمة من 26 إلى 31 مارس 2009 بمدينة القيروان والذي تم إدراجه هذه السنة ضمن احتفالية القيروان عاصمة الثقافة الإسلامية لسنة 2009 .