رغم الرصيد البشري الثري ووجود مجموعة متجانسة، متكاملة ورغم توفر امكانيات مادية قادرة على جعل الفريق يتصدر المجموعة دون عناء، إلاّ أن البداية لم تكن بالكيفية المطلوبة ولم يتمكن الحديديّون من فرض أنفسهم وطابعهم وكانت نتائجهم تتسم بالتذبذب فضلوا عن الهدف ولم يعرفوا من أين تؤكل الكتف. حسب بعض الأطراف في الفريق، فإن إقامة المدرب في سوسة وتنقله يوميا إلى صفاقس لتدريب الرالوي كانت من أسباب البداية المتعثرة، إذ أنها أثرت على تركيز المدرب وعلى علاقته باللاعبين، ودائما حسب هذه المصادر فإنّ المدرب لم يستطع تسيير المجموعة ولم يتمكن من فرض الانضباط على لاعبين لم يتسموا بالجدية الكافية وتعاملوا في عديد المواقف باستهتار ولم يراعوا مصلحة الفريق ومشاعر جماهيره ممّا زاد في اتساع الهوة بين المدرب والبقية. من جهة أخرى يبدو أن المدرب لم يحسن التصرف لا مع المجموعة ولا في المجموعة في حدّ ذاتها، ذلك أن البعض من العائلة الموسعة للفريق يرى أن المدرب السابق لم يكن في حجم الرالوي وكان عاجزا عن تقديم الاضافة الفنية والحلول التكتيكية وتحسين طريقة اللعب وبعد تقهقر النتائج وتراجع الأداء كان الاستغناء عن هذا المدرب والاستنجاد بنادر داود. قرار متأخر وحظ متعثّر على عكس المحيط، فإنّ التغيير في الرّالوي جاء صائبا بشهادة الجميع، ولكنه كان متأخرا فمنذ تسلم الممرن الجديد مقاليد الأمور حتى استوت المسائل الفنية وتغيّر أسلوب الفريق ولعلّ ما يحسب لهذا المدرب فرضه الانضباط بامتياز وقضاؤه على الانفلات ومعاملته الجميع بالمثل وتحقيقه قفزة نوعية في نتائج الفريق ترجمتها الجولات الأخيرة بعودة الرالوي الى المنافسة على الصعود . الاستمرارية والتكوين رغم الحسرة الكبيرة، إلاّ أن نقطة الضوء الوحيدة في هذا الموسم بإجماع أغلب الأطراف هو أن المدرب داود خلق أجواءا متميّزة بالفريق مما دعا الهيئة في اجتماعها قبل التحوّل لملاقاة قصر هلال الى اقرار مواصلة العمل مع الاطار الفني بالنظر لكفاءته وخصاله الفنية العالية لضمان الاستمرارية. وقد زاد هذا التمسك إبّان المباراة المثالية أمام النادي الهلالي. في الجهة المقابلة أبدى المدرب موافقته المبدئية. كما يرى بعض الحديديين أنّ عودة الرالوي الى سالف عهده لن يكون إلاّ بمزيد الحرص على العمل القاعدي والاحاطة بالشبان وتوفير الامكانات والكفاءات لهم.