إذا كان الباعثون العقاريون وبقية الهياكل الأخرى المعنية بالإسكان وتهيئة الأراضي قد قصّروا في حق أصحاب الدخل المحدود ولم يترجموا كما يجب القرارات الرئاسية وعديد البرامج التي تدعو الى مساعدة هذه الشريحة وتجويد حياتها، فإن الرئيس بن علي وضع هؤلاء في بؤبؤ العين والتزم بالنهوض بظروف عيشهم وعدّد لفائدتهم الاجراءات والآليات للحصول على المساكن اللائقة بأسعار تراعي مقدرتهم الشرائية وأحيانا بصفة مجانية في إطار برامج صندوق الخير أو إزالة الأكواخ او تحسين المساكن أو فوبرولوس 1 مع إقرار آلية للمساعدة على دفع التمويل الذاتي من بنك التضامن. آخر القرارات التي جاءت لتراكم زخم قرارات رئيس الدولة الخيّرة لفائدة العائلات ذات الدخل المحدود تمتيع سيادته لمجموعة من البلديات بأراض دولية لإقامة مقاسم اجتماعية تستهدف المعوزين وتتيح لهم امتلاك مساكن وترسيخ حقهم في سكن لائق وصحي. والمطلوب اليوم من البلديات المنتخبة منذ يومين الحرص على تفعيل قرارات رئيس الدولة وتطبيقها بحذافيرها وتوجيه الاراضي بعد تهيئتها الى مستحقيها دون غيرهم وضبط سلّم أولويات صارم وشفّاف ينبذ الولاءات والانتماءات، والسعي الى مساعدة العائلات المعوزة على الحصول على رخص البناء دون تعقيدات، والبحث عن صيغ ملائمة لتمويل عملية البناء سواء عن طريق قروض ميسرة من بنك التضامن أو غيره من الجمعيات التنموية أو شركة النهوض بمساكن الأجراء... إن حصول آلاف الأسر على مقاسم اجتماعية وبناء مساكن لائقة عليها سيحرّك عجلة الاقتصاد الوطني بانعاش عديد القطاعات ذات العلاقة بالبناء اضافة الى الرفع في عدد الأسر التي تمتلك منازلها مثلما أراد ذلك رئيس الدولة في برنامجه للخماسية القادمة «معا لرفع التحديات».