لست أدري ماذا يحدث في هذا العالم المجنون؟ فمن الجمرة الخبيثة الى جنون البقر الى أنفلونزا الطيور ثم أنفلونزا الخنازير ومن يدري غدا قد تكون هناك أنفلونزا البصل او الطماطم! ومع كل حادثة او ظاهرة يكثر اللغط وتختلف المواقف ويتضخّم الجدل حول الأسباب والعلل وبنات العلل التي أدّت الى حصول مثل هذه الأشياء وينكبّ اهل الحل والعقد حول الظاهرة للخروج بحلول عملية او الحدّ من خطورة الموقف. وسواء كانت هذه الظواهر او الحوادث حقيقية أم مفتعلة فالأخطر منها والأعظم ضررا هي أنفلونزا الفكر واليد واللسان! وحين يوظف الفكر والعلم لأغراض الهيمنة والسيطرة وتقزيم الآخر وحين تبطش اليد لسبب او لآخر او حتى دون ذنب ولا جريرة وحين يطلق اللسان دون رقيب من ضمير او وازع ديني فيصمّ الأذان بشتى المفردات المنتقاة من قاموس الزبالة وبشتى الافتراءات والأراجيف ويصبح معولا للهدم والتهميش عند كل هذا تحصل المآسي والكوارث وتتعاظم الأحزان ويفقد الانسان الشعور بالراحة والأمان ويصبح الحال أخطر من أنفلونزا الحمير حاشى القراء الكرام لذا كان من الأولى والأجدى التصدي لمثل هذه العلل والأدواء التي تسرق من الناس الشعور بالأمان والطمأنينة والثقة في المستقبل.