تواصلت أمس «حرب الشائعات» حول الوضع الصحي لصدام وظروف اعتقاله بين مؤكد أن «الرئيس» في حالة «سيئة للغاية» وبين من يتحدث عن أن صدام في وضع صحي جيد ويعكف على قراءة القرآن وكتابة الشعر. ووسط هذه المعلومات المتضاربة دخلت هيئة الدفاع عن صدام من جانبها على الخط وبدأت تحركات لمعرفة مدى حقيقة هذه الشائعات حيث طالبت بارسال فريق طبي للكشف عن حالة «الرئيس». وفي الواقع فإن الشائعات حول تدهور الوضع الصحي لصدام بدأت تتسرب بعد مدة قليلة من اعتقال «الرئيس» في 14 ديسمبر الماضي.. لكن هذه الشائعات تزايدت وتيرتها خلال هذه الأيام حتى أن مصادر تحدثت أصلا عن احتمال وفاة الرئيس قبل محاكمته المرتقبة خلال العام القادم (حرب شائعات). وقد تواصلت أمس «حرب الشائعات» حول وضع صدام الصحي وتحدثت تقارير ومصادر رسمية عن أن الرئيس يعاني من بعض المشاكل الصحية بسبب إصابته بجلطة في الدماغ. لكن وزير حقوق الإنسان العراقي المعين بختيار أمين لم يتحدث أمس عن اصابة صدام بهذا النوع من المرض وأشار فقط إلى أن «الرئيس» يشتكي من التهاب مزمن في «البروستات». وحسب الوزير العراقي الذي كان يتحدث بالفرنسية فإن الفحوصات الأولية التي خضع لها صدام أثبتت أنه لا يعاني من مرض «السرطان» وأضاف بختيار أمين «لكي نتأكد مائة بالمائة من عدم اصابته بمرض السرطان علينا أن نجري تحاليل في هذا الصدد مشيرا في الوقت نفسه إلى أن صدام يشتكي من ضغط الدم». لكن رواية هذا المسؤول تتضارب في الواقع مع ما قاله مستشار الأمن القومي العراقي المعين موفق الربيعي الذي تتناقض روايته أيضا مع عديد الروايات الأخرى حتى أنه بدا من الصعب معرفة الحقيقة من كل ما قيل ويقال. وقد فند الربيعي في مقابلة مع صحيفة «الشرق الأوسط» تقريبا كل الروايات السابقة نافيا أن يكون صدام قد تعرض إلى جلطة في الدماغ أو في القلب. وقال الربيعي «إن صدام يتمتع بصحة جيدة حيث يزوره الطبيب صباح كل يوم وأنا أقرأ جميع التقارير اليومية عنه وعن الوضع الأمني في العراق». وسخر الربيعي من الشائعات التي ترددت حول وفاة صدام وأن الربيعي قد أصدر شهادة وفاته. وأضاف قائلا: «إن صدام يتمتع بالهدوء في زنزانته». ونفى الربيعي أيضا ما نشرته بعض التقارير حول أن صدام يمضي وقته في الاعتناء بحديقة السجن وقال «الذي أعرفه وأنا متأكد منه هو أن صدام موجود في مكان لا توجد به أية حديقة أو نباتات». وأشار الربيعي إلى أنه تم فصل أركان النظام العراقي السابق عن بعضهم البعض وتم توزيعهم في سجون مختلفة كي لا يلتقوا ويتفقوا على إفادات موحدة تلقي اللوم في الجرائم التي ارتكبوها على شخص واحد وربما تبرئى صدام على حد تعبيره. الهيئة تتدخل وأمام هذه المعلومات المتواترة أبدت هيئة الدفاع عن صدام من جانبها قلقها حيال الوضع الصحي ل»الرئيس» وبدأت اتصالات وتحركات للاطمئنان على حالة صدام.. ومع أن الهيئة لم تستبعد احتمال أن يكون «الرئيس» يشتكي من بعض المشاكل الصحية فإنها شددت على ضرورة ارسال وفد طبي للكشف عن صدام. وأشار رئيس الهيئة محمد الرشدان في مقابلة مع صحيفة الدستور الأردنية أمس إلى أن الهيئة بعثت برسالة إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر طالبت فيها بأن يتم السماح لوفد طبي بزيارة صدام والكشف عن حالته الصحية. وقد نفى الرشدان في تصريحات منفصلة أدلى بها أمس في عمان ما نقلته عنه صحيفة بريطانية حول إصابة صدام بجلطة في الدماغ لكنه أبدى مخاوفه من تدهور صحة «الرئيس» خصوصا بعد مشاهدة النقص الواضح في وزنه عبر الفضائيات.