أثارت التسريبات الأمريكية عن طريق مسؤولي ومصادر الحكومة المنصبة في بغداد بشأن تدهور الوضع الصحي للرئيس العراقي المعتقل صدام حسين الذي تردد انه أصيب بجلطة في المخ وانه يعاني من سرطان محتمل في «البروستات» مخاوف من احتمال ان تكون هذه التسريبات غطاء لتصفيته ثم الاعلان عن وفاته متأثرا بمرضه. وظهرت هذه المخاوف أساسا في تصريحات هيئة الدفاع عن صدام وحتى في تصريحات أطراف ليس لها صلة مباشرة به لكنها تتابع محاكمته عن كثب. وأخذت التسريبات أحيانا طابعا «رسميا» بما ان وزير حقوق الانسان في الحكومة العراقية المؤقتة بختيار أمين كان قد مهد الاسبوع الماضي لاعلان محتمل ل»وفاة» صدام حين قال ان الرئيس المعتقل يرفض الخضوع لفحص للتحقق تماما من اصابته بسرطان البروستات». سليم أو مريض؟.. حي أّم ميت؟ وكانت صحيفة «ذي ديلي ميرور» البريطانية قد نقلت عن مصادر عراقية قولها ان صدام ربما أصيب بجلطة في المخ وربما يموت قبل استئناف محاكمته. وبعد اثارة هذا «الاحتمال» الاول، سرّب الامريكيون عن طريق الوزير العراقي بختيار أمين ان صدام مصاب ب»التهاب» في البروستات دون استبعاد ان يكون مصابا بالسرطان معززا هذه الفرضية بقوله ان الرئيس العراقي المعتقل رفض الخضوع لاستئصال نسيج لدراسته مجهريا للتأكيد من عدم اصابته بالسرطان... وأمام تعدد التصريبات وتزايد احتمالات تعرض صدام لمكروه ما في سجنه زادت التكهنات بشأن احتمال تصفيته. وفي هذا السياق تحديدا قال محمد الرشدان رئيس هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي المعتقل : هناك محاولة لقتله... اننا قلقون للغاية من ان نفقد موكلنا. وأضاف : وفقا لاتفاقية جنيف (بشأن أسرى الحرب) يحق لنا مقابلته، لكن تم تجاهل طلباتنا كلها. وكان الرشدان وهو محام أردني قد أكد لصحيفة ديلي ميرور» الاسبوع الماضي انه بعث برسالة الى سالم الجلبي رئيس الجهاز الاداري في المحكمة الخاصة التي تحاكم اعضاء القيادة العراقية يطلب فيها السماح لأطباء صدام فحصه. وقال الرشدان ان معلوماته تؤكد ان وضعه الصحي سيء جدا، مشيرا الى انه علم من الصليب الاحمر الدولي ان الرئيس العراقي ينبغي ان يخضع لفحص بالاشعة على الدماغ لتحديد مدى تأثير الجلطة التي قد يكون أصيب بها وفق ما جاء في التسريبات التي بدت أكثر من مجرد شائعات بسيطة. وفي مقابل المخاوف بشأن سلامة الرئيس العراقي الذي لم تستبعد بعض التقارير ان يكون في عداد الموتى، تقول تقارير مناقضة ان وضع صدام الصحي جيد جدا.