«بعد الاعلان الرسمي عن تحرير الذهب أرى أن الوقت أصبح ملائما جدّا لتسوية ملف افلاس التعاضدية واسترجاع ما يفوق 900 ألف دينار إلى خزينتها بعد استيلاء أعضاء الهيئة على هذه المبالغ بتصريفها في «عمليات مشبوهة». ويضيف السيد علي البوعزيزي حرفي ورئيس سابق لتعاضدية صانعي المصوغ النجم الذهبي إن التعاضدية فقدت دورها وأصبحت هيكلا مريضا تتولى قيادته هيئة غير منتخبة وتفتقد للنزاهة. تم تأسيس هذه التعاضدية عام 1964 حسب قول محدثنا.. فتولت في سنواتها الأولى مهمة التكوين وتنظيم المعارض بالداخل والخارج لعلّ أهمها معرض تم تنظيمه في مونريال عام 1967 شهد نجاحا كبيرا للمصوغ التونسي. استيلاء هذه الأنشطة سمحت لها بتكوين رصيد ايجابي تجاوز 129 ألف دينار.. تم تسليمه إلى الهيئة المنتخبة في الجلسة العامة يوم 3 ماي 1989.. إلا أن هذا الرصيد لم يتبق منه ما عدا 18 ألف دينار تسلمها محدثنا السيد علي بوعزيزي لدى توليه رئاسة التعاضدية في 2005. يقول المتحدث إنه تمّت دعوة الرئيس اثر اجتماع طارئ تم عقده يوم 5 ماي 2005 لمدّ الهيئة الجديدة بكشوفات عن المعاملات التي تمت طيلة مدة رئاسته مصادق عليها من طرف خبير محاسب.. لتتبيّن الهيئة الجديدة بعد أربعة أيام فقط من اجتماعها الأول أن أعضاء الهيئة السابقة سمحوا ببيع كمية من الذهب الخالص بواسطة صكوك بنكية دون رصيد لشخص واحد بلغت قيمتها 164 ألف دينار. علما وأن هذا الشخص لا ينتمي للتعاضدية واتضح للهيئة أنه فرّ إلى إيطاليا بتاريخ 19 أفريل 2005. هذه «المعاملات المشبوهة» على حدّ وصف المتحدث أنكرها الرئيس موجها اتهاماته إلى العاملين بالتعاضدية المكلفين بمبايعات الذهب الخالص المقتنى من البنك المركزي والشؤون المالية واكتفى بمدّ الهيئة بكشف حساب بنكي يضم عمليات مالية للمدة المتراوحة بين 16 ماي و20 ماي من عام 2005. نصف مليار عن التسهيلات البنكية، بيّن المتحدث السيد علي البوعزيزي أن الرئيس السابق تمتّع بما قيمته نصف مليار من هذه التسهيلات كما قرّر تسديد الفوائض الناجمة عن تلك العمليات البنكية من أموال التعاضدية مما جعلها تنهار. كما ذكر ل«الشروق» أن الهيئة اتصلت بالخبير المحتسب العامل لحساب التعاضدية للحصول على أكثر تفاصيل عن العمليات المالية للتعاضدية، فأعلمهم أنه عمل لحساب المؤسسة إلى غاية عام 1993 فقط وليس له علم لما وقع من تصريفات بعد ذلك التاريخ. وأوضح السيد علي البوعزيزي أنه تم التوجه إلى القضاء منذ عام 2005 برفع قضية استيلاء على أموال التعاضدية من الهيئة السابقة ولا تزال القضية جارية إلى اليوم. وأكد المتحدث أن التعاضدية تعيش على وقع فوضى إذ لا برنامج عمل لديها ولا خبير محتسب ولا محاسب ولا جلسة عامة ولا تصويت. تجاوزات من جهته قال السيد حافظ بن منصور رئيس غرفة تجار المصوغ إن الاجراء الرئاسي الأخير القاضي بتحرير الذهب يؤكّد الحاجة إلى استفاقة التعاضدية لأداء دورها من جديد. وذكر ل«الشروق» إن عدد صانعي المصوغ سيزيد وأن الكل غير قادر على اقتناء 200 غرام من الذهب من البنك المركزي بشكل مباشر لأن البنك لا يبيع غرامات بل على الأقل كيلوغرام واحد من الذهب الخالص.. والحال أن الحصة الشهرية للحرفي الواحد من المادة الأولية لا تتجاوز 200 غ وبالتالي تأكدت الحاجة لاستفاقة تعاضدية النجم الذهبي للعب دور الوسيط في اقتناء الذهب الخالص من البنك المركزي وبكل نزاهة. وأوضح أن القطاع يضم حاليا حوالي 1200 حرفي يحمل 50 حرفيا منهم بصفة رسمية طابع العرف.. مؤكدا أن تحرير الذهب سيسمح بتوفير مواطن شغل جديدة لصانعي الذهب ومن المتوقع انضمام 800 حرفي جديد للمهنة خلال الثلاث سنوات القادمة. وقال أيضا إن القطاع يعاني من سلبية تجاوب الإدارة مع مقترحات المهنيين والدليل على ذلك اقتناء الوكالة الوطنية لتكوين المكونين لبرنامج تكوين فرنسي العام الماضي بلغت كلفته مليار و200 ألف دينار دون استشارة أصحاب المهنة أو الاستماع إليها لتبقى غطرسة الوظيفة حسب قوله الجدار الجليدي الذي يقزّم المهنة أمام تجاوزات الإدارة. وذكر ل«الشروق» ان القطاع يعاني من الدخلاء على غرار السماسرة ممّا يهدّد نشاط بعض المحلات ويمسّ من أخلاقيات المهنة. كما صرّح أن دار الطابع أصبحت معاملاتها غير مفهومة مع الحرفيين فتعيق هذا وتمد يدها لغيرها وهو ما يحسب ضمن المعاملات الشخصية.