شهد سعر الذهب ارتفاعا شديدا خلال هذه الفترة الاخيرة حيث اصبح يتراوح بين 45 و50 دينار وهو ما مثل عائقا أمام المهنيين وسببا في إرهاق كاهل المواطن التونسي وقلص هامش الربح للتاجر ان هذا الارتفاع لم تشهده تونس من قبل حيث كان في السنوات الاخيرة معروفا بان سعر الغرام من الذهب يعرف إنخفاضا في فصل الشتاء ويرتفع في فصل الصيف باعتباره موسم الأعراس والمناسبات والذي تكثر فيه الحركية وإقبال التونسي على شراء الذهب.ولكن الغريب هذه السنة ورغم أننا على أبواب فصل الشتاء إلا أن سعره لم يتراجع سعره بل ارتفع وأصبح في حدود 50 دينار بالنسبة للغرام الواحد وهذا ما أدى الى التساؤل عن اسباب الارتفاع. وامام تشكي المواطن من ارتفاع سعر الذهب من جهة وتذمر التاجر من جهة اخرى نظرا لعزوف المواطن عن الشراء اتصلت الإعلان بالسيد علي منصور رئيس غرفة الصناعيين للمصوغ. مايعادل18 بالمائة من القيمة المضافة واعتبر السيد علي منصور ان السبب الحقيقي لارتفاع سعر الغرام من الذهب يعود أساسا الى ارتفاع أداء القيمة المضافة على الذهب بحوالي 18 بالمائة وهو ما ارهق كاهل المهنيين اضافة الى ان الكميات التي يتسلمها المهنيون من البنك المركزي غير كافية باعتبارها تمثل 200 غرام في كل شهر كما ان الحرفيين خلال هذه السنة لم يتحصلوا على 12 كمية بل تمكنوا من الحصول الا على 4 كميات وهذا غير كاف لانتاج الكميات المطلوبة.وقد أشار الى ان هذه الظروف الصعبة ساهمت في اندثار هذه المهنة حيث تم تسريح العديد من العمال و«الصنايعية» بعد ان كان يشغل هذا القطاع 1500 عامل. النهوض بنشاط المصوغ وفي هذا الإطار اتصلت الاعلان بالسيد حافظ منصور رئيس الغرفة الوطنية لتجار المصوغ لمعرفة حقيقة ارتفاع سعر الذهب فأكد لنا ان هذا السبب يعود الى غلاء الذهب في الأسواق العالمية وهذا ما انعكس سلبا على السوق الوطنية وهو امر بديهي إضافة الى ذلك فان الأداء على القيمة المضافة للبنك المركزي مرتفعة جدا وهذا ما أدى إلى ارتفاع سعر الغرام الواحد وأشار من جهة اخرى الى انه تم تكوين المجلس الأعلى للذهب لتسيير قطاع المصوغ حيث تم تقديم بعض الاقتراحات. ومن ناحية أخرى أكد لنا ان الحرفي لا يمكنه التزود سوى ب200 غرام من الذهب الخام شهريا وهي كمية لاتمكنه من إنتاج الكميات المطلوبة ولاالقيام بالابتكارات التي يطمح لها وهذا ما يجعله يعتمد على الذهب المكسور والعدول عن اقتناء الذهب الخام. فواتير حمراء وصفراء وسعيا للنهوض بنشاط المصوغ وتطوير جودته الى مستوى عال اكد لنا السيد حافظ منصور انه تم عرض بعض الاقتراحات تتمثل في فتح الة الضغط التي تستعمل في قولبة قطاع المصوغ وتمكين الصانع من استعمالها بكل حرية وإلغاء طابع المطابقة وطابع الوزن وترك طابعين فقط وهو طابع العيار وطابع العرف ويتم التعويض بفواتير ملونة حيث تصبح الفاتورة الحمراء تدل على نوع الذهب الاصفر والعيار 9 اما الفاتورة ذات اللون الأصفر فان الذهب من النوع الأصفر وذو عيار18 اما اذا كانت الفاتورة رمادية اللون فان الذهب يكون من النوع الابيض وعياره 18. واخيرا أشار الى ان هذه الاجراءات والاقتراحات من شأنها ان تحد من نمو التجارة غير الشرعية للذهب والمنافسة غير الشرعية تجاوز مختلف الإشكاليات القائمة بين الو رشات التقليدية والعصرية من جهة وبين الصناعيين والتجار من جهة اخرى.