يعيش السودان حالة من التوتّر العسكري والاحتقان السياسي حيث اندلعت موجة جديدة من القتال في جنوب السودان بين الجيش الشعبي التابع للحركة الشعبية لتحرير السودان وقوات المنشق عن الحركة الفريق جورج آثور فيما استقرت حركة «العدال والمساواة» قواتها في دارفور استعدادا لجولة من الصراع الدموي مع الحكومة المركزية التي دعتها واشنطن الى الحفاظ على موعد الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب. وأعلنت قوات حفظ السلام في دارفور أمس ان مئات اللاجئين فروا بعد رؤية حشود للجيش السوداني ومسلحين لحركة العدل والمساواة قرب منطقة شنقلي طوبايا الاستراتيجية في دارفور. استنفار و«قتال» وأضافت ان هناك مؤشرات على أن «حركة العدل والمساواة» استنفرت عناصرها صوب الجنوب الشرقي عبر دارفور مشيرة الى أن الإقليم يشهد توتّرا أمنيا كبيرا. وطالبت القوّة الافريقية الجانبين بتجنب المزيد من العنف مشددة على أن زهاء 70 بالمائة من سكان المعسكرات غادروها بعد الاعلان عن الاستنفار العسكري. بدورها اتهمت وزارة الداخلية السودانية «حركة العدل والمساواة» بارتكاب نحو 30 خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم مع الحكومة في الدوحة. وقال وزير الداخلية ابراهيم محمود «العدل والمساواة» تتجاوز الاتفاق الإطاري ويبدو انها غير مستعدة للسلام والتحوّل من حالة الحرب الى حالة السلام. قتلى وجرحى في الجنوب وفي ذات الإطار الميداني، نقلت مصادر إعلامية عن شهود عيان تأكيدهم اندلاع معارك عنيفة بين الجيش الشعبي وقوات المنشق جورج آثور الأمر الذي أدى إلى مصرع وإصابة العشرات. واتهم والي ولاية «جونقلي» التي شهدت المعارك الطاحنة القوات التابعة لجورج آثور بالتمرد العسكري ضد حكومة جنوب السودان. ونسبت ذات المصادر عن آثور إفادته بمصرع 4 أشخاص وإصابة 5 آخرين من عناصره ومقتل 83 من الجانب المقابل. وأضاف انه يرغب في التفاوض مع الجيش الجنوبي موضحا انه تحدث الى ممثلين عن الأممالمتحدة على أمل الإشراف على اتفاق ينهي الأزمة الدائرة. في هذه الأثناء قال الموفد الأمريكي الى السودان إنه لا توجد «أية دقيقة لإضاعتها» من أجل تنظيم الاستفتاء المقرر بموجب اتفاق السلام. وذكرت سكوت غريشن انه من الحتمي القيام بكل ما يتوجب علينا القيام به في سبيل اجراء الاستفتاء في مطلع 2011 والذي قد يؤدي الى استقلال الجنوب السوداني عن الشمال.