عاد الحديث هذه الايام عن اختفاء النوع الجيّد من سجائر 20 مارس الخفيفة والعادية من السوق مقابل توفّر السجائر من النوع الرديء التي كثر عنها الحديث في الأشهر الماضية والتي قيل انه وقع سحبها نهائيا من الأسواق بعد «تورّط» وكالة التبغ في توريد كمية من التبغ الفاسد من الهند وعدم تفطّنها لذلك إلا بعد نزول المنتوج الى السوق. وبعد ذلك، وطوال بضعة أسابيع عادت بشكل تدريجي النوعية الجيدة ل 20 مارس خفيفة وعادية الى الأكشاك وإلى محلات الڤمرڤ.. ورغم تواصل بيعها آنذاك «بالوجوه» وبأسعار مرتفعة عن السعر الرسمي (2400 و2500 مي) استحسن المدخّنون ذلك باعتبار غلاء أسعار السجائر الأجنبية المروّجة في بلادنا وباعتبار رداءة الأنواع الأخرى التي تباع في الأسواق الموازية.. وكانت مصادر من وزارة المالية ومن الوكالة الوطنية للتبغ والوقيد قد أعلنت في الفترة الماضية انتهاء «حكاية» سجائر 20 مارس الرديئة وعودة مصانع العاصمة والقيروان وقرمبالية الى انتاج النوعية الجيّدة بعد إتلاف الكمية الفاسدة المستوردة من الهند وسحب كل العلب من الأسواق. لكن النوعية الرديئة عادت هذه الأيام الى الأكشاك وبقوة مقابل غياب شبه كامل للنوعية الجيّدة وهذا ما يطرح أكثر من سؤال خاصة في ظل المخاطر الصحية المضاعفة المنتظرة لدى كل من يدخن السجائر الرديئة (مع التذكير دوما بأن التدخين بشكل عام مضر بالصحة حتى وإن كانت نوعية السجائر جيّدة او خفيفة وأيضا في ظل ما يقال عن إغراق السوق بالماركات الأجنبية لإجبار المدخّن على شرائها بأسعارها المرتفعة بما يحقق مرابيح اوفر للأطراف والجهات القائمة على توزيع السجائر في بلادنا.. ويبقى موضوع سجائر 20 مارس في حاجة الى حلّ جذري ونهائي يقطع مع الممارسات التي ظهرت في الأشهر الأخيرة ويعيد التوازن الى هذا القطاع الذي يوفّر آلاف مواطن الشغل وترتزق منه آلاف العائلات.