شككت اسرائيل أمس في جديّة التزام ايران بالاتفاق الذي وقّعته مع تركيا والبرازيل بشأن تبادل الوقود النووي متّهمة طهران بالتلاعب ولم تتقبل الدول الغربية هذا الاتفاق بالارتياح بل طالبت بضمانات وبضرورة ابلاغ وكالة الطاقة الذريّة. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول اسرائيلي كبير قوله إن «إيران تلاعبت بتركيا والبرازيل عبر التظاهر بموافقتها علىالاتفاق». واتهم المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه الايرانيين بأنهم «سبق أن لجؤوا الى الحيلة نفسها عبر ادعائهم الموافقة علىآليات لخفض التوترات ولتفادي عقوبات دولية أشد، ومن ثم رفضوا الانتقال الى التنفيذ». مزاعم وزعم المسؤول الاسرائيلي أن الخطوة الايرانية ستؤدي الى «تعقيد الأمور» على الدول الكبرى الساعية الى كبح جماح البرنامج النووي الايراني. وأضاف أنه «سيكون أشد صعوبة بكثير على الأمريكيين أو الاوروبيين رفض هذا الاتفاق لأن الأمر لم يعد يتعلّق بإيران حصرا، وهو وضع التعامل معه أسهل بكثير، بل بات يتعلّق بقوى ناشئة مثل البرازيل وتركيا التي تعتبر العلاقات معها شديدة الحساسية» حسب قوله. بدورها نقلت الاذاعة الاسرائيلية العامة عن «مسؤولين كبار» قولهم «إن الاتفاق الايراني التركي البرازيلي سيؤدي الى تفاقم المشكلة الايرانية عبر جعل التصويت على عقوبات ضد إيران في مجلس الأمن الدولي عملية أكثر صعوبة» حسب تقديرهم. وزعم المسؤولون أن «المنشآت النووية الايرانية ستواصل عملها وطهران ستواصل تقدّمها نحو برنامج نووي عسكري وذلك بموازاة تطويرها صواريخ بعيدة المدى». تشكيك أوروبي ورغم الاتفاق أبدت القوى الغربية شكوكا بشأن النتائج، وقالت الخارجية الفرنسية انها تريد أن تعرف تفاصيل الاتفاق قبل الحكم على مزاياه». وبينما رحّبت باريس بجهود البرازيل وتركيا للتوصّل الى هذا الاتفاق اشترطت ان ترسل ايران الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية تفسيرا مكتوبا لنواياها في ما يتعلّق بأي مبادلة للوقود مذكّرة بالقول يجب ألا ننسى أن الايرانيين زادوا من تصريحاتهم المتناقضة في هذا الموضوع خلال الاشهر الاخيرة». وتبنّت لندن موقفا مشابها إذ اعتبر وكيل وزارة الخارجية البريطاني إليستربيرث أن طهران لا تزال تمثل مصدر قلق كبير رغم الاتفاق. وقال بيرث إن على إيران ابلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية «فورا» ما إذا كانت ستشحن كميّة من اليورانيوم القليل التخصيب الذي تملكه في صفقة تبادل الوقود. وأوضح بيرت ان مصدر القلق الايراني رفض طهران عقد اجتماع لاجراء مناقشات بشأن برنامجها النووي او التعاون بشكل تام مع وكالة الطاقة الذرية وقرارها البدء في تخصيب اليورانيوم الى درجة 20٪.