قُتل وأصيب العشرات، أمس في هجوم عنيف شنّه مسلحون صوماليون على البرلمان المحلي في أول جلسة له منذ ديسمبر الماضي، فيما دعا النواب الصوماليون إلى إعادة تشكيل حكومة جديدة عقب تصويتهم ضدّ الحكومة السابقة. وصرّحت مصادر صومالية أنّ 30 شخصا على الأقل لقوا مصرعهم في هجوم قادته جماعة «الشباب» الصومالية على البرلمان، مشيرة إلى أن قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي القائمة على حماية النواب ردّت بإطلاق نار كثيف صوب «سوق باكارا» أحد معاقل الشباب. وأضافت، أن الاشتباك مستمر الى إلى حدّ مساء أمس وانسحب على خمسة أحياء رئيسية في العاصمة الصومالية مقديشو. ورجّحت ارتفاع حصيلة القتلى والجرحى خاصة وأن الطرفين يستخدمان المدفعية الثقيلة ولا يفرقون بين أهداف عسكرية ومؤسسات مدنية. وأردفت أن عددا كبيرا من العوائل غادرت العاصمة مقديشو بحثا عن ملجإ آمن لها. صراع على المناصب وتأتي التطوّرات الميدانية مع احترام السجال السياسي بين رئيس الوزراء عمر عبد الرشيد شرماركي الذي لا يزال متمسكا بمنصبه على الرغم من التصويت ضدّه ورئيس البرلمان آدم مادوبي. وقال رئيس البرلمان الصومالي شيخ آدم مادوبي إن 280 نائبا صوّتوا ضدّ الحكومة فيما صوت 90 لصالحها والتزم 8 أعضاء بالصمت، الأمر الذي يدعونا إلى مطالبة الرئيس شيخ شريف بتشكيل حكومة جديدة على نحو عاجل. وشنّ هجوما حادا على شارمارك قائلا إنه فقد ثقة أعضاء البرلمان لأنه لم يكن يتحكم بالكامل في عمل الحكومة الصومالية، كما اتّهم وزراء في الحكومة بإثارة الفوضى في جلسة البرلمان للحيلولة دون محاسبتهم وفق الأعراف البرلمانية وبتعمّد إثارة التشكيك في شرعية رئيس البرلمان ونائبيه. الردّ.. في المقابل: قال رئيس الوزراء عمر عبد الرشيد شرماكي إنّ حكومته ستستمر في جهودها «المخلصة» لتوحيد الصومال وتهدئته. وأضاف إن رئيس البرلمان رفض نصيحة قدمها له شخصيا إضافة الى الرئيس شريف شيخ أحمد بقبول الأمر الواقع بانتهاء فترة ولايته. ورحب بالخطوة التي اتخذها بعض أعضاء البرلمان بانتخاب رئيس مؤقت للبرلمان. وأمام هذا الواقع المتأزم،نقلت مصادر إعلامية مطلعة عن ديبلوماسي عربي مخضرم قوله إنّ الانقسام الحالي يعدّ الأخطر من نوعه كونه يتزامن مع اقتتال داخلي. وأضاف أن هناك مساع لعقد اجتماع يضم الرئيس ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان في احدى البلدان المجاورة لاحتواء الخلاف الداخلي وانقاذ ما يمكن انقاذه.