أنقرة طهرانواشنطن (الشروق وكالات) هدّد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس بانسحاب بلاده من الاتفاق الذي تم التوصل اليه مع ايران والبرازيل بشأن مبادلة الوقود النووي بيورانيوم عالي التخصيب على الأراضي التركية في حال إقدام الدول الكبرى علىفرض عقوبات جديدة على طهران تبدو وشيكة في ضوء اتفاق داخل مجلس الأمن حول مسودةمشروع قرار بهذا الشأن. وجاء موقف أوغلو ردا على تصريحات الادارة الامريكية بأنها لن توقف أو تبطئ جهودها لفرض مزيد من العقوبات على ايران رغم الاتفاق النووي الجديد، وفي هذا الاطار قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون امس ان بلادها توصلت مع روسيا والصين الى اتفاق حول مشروع حزمة عقوبات جديدة على إيران. هجوم تركي وقال أوغلو في مؤتمر صحفي «إذا لم يكن لديكم أمر ملموس للتخوّف من النووي الايراني فلا نتكلّموا ولا يمكننا ان نحكم على دولة من خلال تاريخها». وأضاف وزير الخارجية التركي مخاطبا الدول الكبرى «إذا واصلتم وضع العقبات أمام الملف النووي فلن نصل الى حلول. وندعو إيران في نفس الوقت الى عدم اتباع سياسة مثيرة وأن تتحلى بخطاب هادئ». وأكّد أوغلو أن بلاده مهتمة بالوصول الى اتفاق حول النووي الايراني، مشيرا الى أن الحصول على التقنية النووية حق لكل الدول دون استثناء، وقد دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس المجتمع الدولي الى دعم الاتفاق «باسم السلام الدولي». ودعت إيران أمس قوى العالم الى قبول اتفاقها لتبادل اليورانيوم المخصّب في تركيا وعدم تفويت الفرصة لتسوية النزاعات بشأن البرامج النووية الايرانية. وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية رامين ماهما نبارست «إننا متفائلون تماما بأن مجموعة فيينا ستوافق على اتفاق طهران ولن تفوّت الفرصة لتلك الخطوة التاريخية لتسوية النزاع». وأضاف المتحدث أن بلاده تنتظر ردا سريعا من الدول الكبرى على عرضها لتبادل الوقود النووي معتبرا أنه «من الطبيعي تماما أن يكون لدى بعض الدول بعض التساؤلات ومازال هناك حاجة الى وقت لدراسة البنود العشرة في الاتفاق. لكن نأمل في أن يكون التوجه الدولي منطقيا وايجابيا وأن تتم ازالة جميع نقاط الغموض». ترحيب... وشكوك وأعلنت الصين أمس تأييدها اتفاق التبادل النووي معربة عن أملها في أن تؤدي هذه الصفقة الى حل سلمي لأزمة الملف النووي الايراني. من جهتها طالبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتأكيد ايراني خطّي يثبت موافقتها على الاتفاق، بعدما تسلّمت نص الاعلان الثلاثي الذي وقّع في طهران. وقال المتحدث باسم الوكالة جيل تودور «في اطار ما تم عرضه هناك ننتظر الآن من ايران مذكّرة خطيّة تؤكد فيها موافقتها على البنود الواردة في الاعلان». وكان وزير الخارجية الصيني يانغ جي تشي رحّب بالاتفاق، وأكّد أن بيكين تفضّل التوصل الى حل للنزاع من خلال التفاوض. من جانبه قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إنه يدرس اتفاق مبادلة الوقود النووي لكن لا تزال عدّة أسئلة باقية منها ما إذا كانت ايران تعتزم مواصلة تخصيب اليورانيوم. وقد رحّبت الرئاسة الفرنسية أيضا بالاتفاق واعتبرت أنه خطوة أولى لكن الخارجية الفرنسية اعتبرت أنه لابد من تحيين الاتفاق باعتبار أن المقترح الأممي (وهو قاعدة الاتفاق) تم طرحه في أكتوبر الماضي وأن إيران طوّرت مجال تخصيب اليورانيوم، ولابد من أحد هذه التطوّرات بعين الاعتبار.