طهران:وقعت ايران والبرازيل وتركيا اتفاقا يوم الاثنين بشأن تبادل الوقود النووي يهدف الى تهدئة القلق الدولي ازاء الطموحات النووية للجمهورية الاٍسلامية وتجنب فرض عقوبات جديدة عليها.ولم يتضح على الفور ما اذا كانت شروط الاتفاق الذي تم التوصل اليه خلال محادثات أجراها زعماء الدول الثلاث في طهران سترضي القوى الكبرى التي تناقش فرض جولة جديدة من العقوبات الدولية على طهران. وقالت ايران انها وافقت على مبادلة 1200 كيلوجرام من اليورانيوم منخفض التخصيب بوقود نووي عالي التخصيب يمكن استخدامه في مفاعل للابحاث الطبية. وقال رامين مهمانبرست المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية ان التبادل سيجري في تركيا مضيفا أن بلاده سترسل الوقود المنخفض التخصيب الى جارتها في غضون شهر. وسيجري ذلك تحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وترفض ايران اتهامات الغرب بأنها تسعى لتصنيع قنابل نووية وأصرت من قبل على أن يجري أي تبادل من هذا النوع على أراضيها. وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو انه لم يعد هناك مبرر لفرض مزيد من عقوبات الاممالمتحدة على ايران بعد أن وافقت طهران على اتفاق تبادل الوقود النووي. وأضاف قائلا للصحفيين في طهران بعد أن وقع الوزراء الاتفاق "اتفاق التبادل الذي وقعته ايران اليوم يوضح أن طهران تريد فتح مسار بناء... ليس هناك مجال الان لعقوبات وضغوط جديدة." ومن جانبه دعا الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد القوى الكبرى الست التي تبحث فرض مزيد من العقوبات الدولية على بلاده لاجراء محادثات جديدة بشأن برنامج ايران النووي بعد اتفاق المبادلة. وقال "في أعقاب التوقيع على اتفاق تبادل الوقود النووي حان الوقت لدول الخمس زائد واحد لبدء محادثات مع ايران تعتمد على الصدق والعدل والاحترام المتبادل" مشيرا الى الاعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الامن الدولي اضافة الى ألمانيا. ولم يصدر بعد تعليق من واشنطن التي تقود مسعى غربيا لفرض اجراءات عقابية اضافية على طهران. وعرضت تركيا والبرازيل وهما ليستا من الدول دائمة العضوية في مجلس الامن التوسط للتوصل لحل للازمة. وكان ينظر للامر على أنه الفرصة الاخيرة لتجنب فرض جولة رابعة من العقوبات الدولية. وذكرت وسائل الاعلام الايرانية أن الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ناقشا الاتفاق مع الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد في طهران. وكانت القوى العالمية الكبرى قد حثت ايران على قبول خطة قدمتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ شهور بنقل 1200 كيلوجرام من اليورانيوم منخفض التخصيب -وهي كمية تكفي لصنع قنبلة اذا خصبت لدرجة عالية- الى الخارج لتحويلها الى وقود لاستخدامه في مفاعل للابحاث الطبية. والاقتراح الذي أيدته الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا كان يهدف الى اتاحة متسع من الوقت للمحادثات الدبلوماسية مع ايران. ووافقت طهران من حيث المبدأ على الاتفاق في أكتوبر تشرين الاول ولكن طالبت بتعديلات بينها أن يكون التبادل متزامنا وداخل الاراضي الايرانية وهي شروط قالت أطراف أخرى في الاتفاق انها غير مقبولة. وقال مهمانبرست ان ايران ستبلغ رسميا الوكالة الدولية للطاقة الذرية باتفاق المبادلة في غضون أسبوع. وقال وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي ان تركيا ستكون ملزمة باعادة اليورانيوم الايراني منخفض التخصيب "على الفور ودون شروط" اذا لم ينفذ الاتفاق. وقال علي أكبر صالحي رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية انه لم يعد لدى الولاياتالمتحدة وحلفائها مبرر للضغط على ايران. ونقلت عنه قناة برس تي.في الرسمية قوله "نعتقد أننا في الطريق لتسوية هذا الملف المختلق المسيس منذ البداية... نأمل أن يغلق هذا الملف للابد." وقال تريتا بارسي مدير المجلس الوطني الايراني الامريكي ومقره واشنطن انه ربما تحققت انفراجة في هذا النزاع الطويل قائلا ان تركيا والبرازيل نجحتا في سد "فجوة ثقة". وتساءل في تعليق أرسل بالبريد الالكتروني "لكن هل سيكون الاتفاق مرضيا بالنسبة للولايات المتحدة.. نظرا لان التفاصيل مازالت غير معلومة.. فان التكهن مستحيل." من باريسا حافظي (شارك في التغطية رامين مصطفاوي من طهران وفريدريك دال واندرو هاموند من دبي)