شنّت طهران أمس هجوما معاكسا على القوى الكبرى التي تزال تبدي شكوكا وتحفّظا بشأن اتفاق تبادل الوقود النووي الموقّع بين ايران وتركيا والبرازيل، وانتقدت بشدّة طرح مشروع قرار لفرض عقوبات جديدة عليها، معتبرة أن السير في هذا النهج يجرّد القوى الكبرى من مصداقيتها. وقال مسؤول البرنامج النووي الايراني علي أكبر صالحي إن الحديث عن «فرض عقوبات عفى عليه الزمن،ومشروع قرار العقوبات الذي قدّم الى مجلس الأمن الدولي مساء أمس الأول «هو محاولة أخيرة يقوم بها الغربيون». انتقادات إيرانية وأضاف صالحي الذي يشغل أيضا منصب نائب الرئيس «علينا أن نصبر لأنهم لن يحقّقوا مرادهم، بل إنهم يجرّدون أنفسهم من المصداقية في نظر الرأي العام من خلال متابعتهم السعي الى تمرير قرار جديد». وتابع صالحي قوله «إنهم يشعرون أنه للمرّة الاولى في العالم تتمكّن دول نامية من الدفاع عن مصالحها على الساحة الدولية دون الحاجة الى الدول الكبرى وهذا أمر يصعب عليهم تقبّله». ومن جانبه أبدى وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي أمس دهشته عندما سُئل عن مسودّة قرار اتفقت عليها القوى الكبرى لفرض عقوبات على طهران. ورأى مجتبى ثمرة هاشمي، مستشار الرئيس الايراني أمس أن مشروع القرار الخاص بفرض عقوبات على إيران «لا يمكن اعتباره قانونيا بأي حال من الأحوال». ووصف هاشمي الردّ الامريكي على اتفاق تبادل الوقود النووي بأنه «غريب وغير مناسب». وفي برازيليا حذّر وزير الخارجية البرازيلي سيلسو أموريم أمس من مغبّة تبنّي مشروع قرار جديد لفرض عقوبات على إيران ودعا القوى الكبرى الى تقييم الاتفاق الذي وقّعته طهران الاثنين الماضي مع البرازيل وتركيا. واعتبر أموريم الذي تشغل بلاده مقعدا غير دائم في مجلس الأمن أن تبنّي مثل هذه العقوبات قد يُغرق الشعب الايراني في عقوبات خطيرة، ويخلق حلقة من ردود الفعل». وقد أعلنت إيران أمس اعتزامها بناء موقع جديد لتخصيب اليورانيوم قبل موفى العام الجاري. مشروع القرار وينصّ مشروع القرار الجديد على أن يوسّع مجلس الامن الحظر على بيع الأسلحة لايران والاجراءات ضدّ قطاعها المصرفي وكذلك منعها من القيام بأنشطة حسّاسة خارج أراضيها مثل التنقيب عن اليورانيوم وتطوير صواريخ باليستية حسب مسؤول أمريكي. وصرّح المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويّته بأن مشروع القرار سيضع اطارا شاملا جديدا لتفتيش الشحنات سواء في الموانئ أو البحار. وقد أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس أن الوزير سيرغي لافروف أكد موافقة موسكو على مشروع القرار. وأبلغ لافروف بذلك نظيرته الامريكية هيلاري كلينتون. وأضاف بيان للخارجية الروسية أن المرحلة المقبلة تتمثل في مواصلة العمل في مجلس الأمن الدولي حيث ستتمكن الأعضاء غير الدائمة من التعبير عن رأيها. وقد طالبت البرازيل وتركيا بصفتهما عضوين غير دائمين في مجلس الأمن باشراكهما في مشاورات اللجنة السداسية بشأن إيران