خالد الغريبي : كلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس 2010 يقول مؤلف الكتاب «إن مقصدنا الحقيقي هو النظر في طوايا المنهج متعدّدا ومنفتحا، وذلك من خلال السعي إلى إبراز نماذج روائية وقصصية عربية تتطلع إلى كتابة سردية تحقق قدرا مهما من التجريب وتخوض في مسائل نفسية واجتماعية وتاريخية وأنطولوجية. وقد أردنا لهذا الكتاب أن ينحو منحى تأويليا في غير ما تنكب عن اعتماد البنية الجمالية يحدونا في ذلك كله عزم مكين على إثارة مسألة الكتابة وما يحق في مقدمة عامة وثلاثة أبواب وخاتمة وقائمة في المصادر والمراجع. المقدمة العامة عرفت في مستهلها بالسرد والتأويل واتصالهما بجنس الكتابة وماهيته وبكيفية قراءة هذه الكتابة قراءة تستنطق الكينونة عن طريق اللغة التي هي أداة لمعرفة العالم والتعبير عنه...» وعددت المقدمة بعد ذلك القواسم المشتركة التي تجمع بين البحوث المنجزة في هذا الكتاب واختزلت محتويات أبوابه الثلاثة. الباب الأول وسمه الباحث ب«إنتاج الخطاب وقد جعله في مبحثين مبحث أول خاض في ما أسماه الباحث «الخطاب الروائي المتعدد وقد قدم قراءة في أعمال عبد الجبّار العش السردية أما المبحث الثاني فقد اختار له الدارس عنوان «تكلم السرد شعرا» وفيه قراءة في رواية «دنتيلا لمحمد علي اليوسفي». الباث الثاني عنوانه «نحت الكيان» وورد هو الآخر في مبحثين مبحث أول تحدث عن «سؤال الزمن والهوية في رواية «تاج العمود» لزهير بن أحمد واهتم المبحث الثاني ب«كسر المألوف في الخطاب السردي النسائي وذلك من خلال رواية «ملامح» لزينب حنفي. الباب الثالث والأخير في الكتاب اختار له الباحث عنوان «الصيرورة الكتابية وقد وزعه معدّ الكتاب على ثلاثة مباحث مبحث أول عنوانه «النص الأقصوصي المهاجر وقدم قراءة في نماذج أقصوصية لأبي بكر العيادي وعنوان المبحث الثاني «مكونات القص وشعرية الوصف في الخيول البيض لأحمد يوسف عقيلة أما المبحث الثالث فقد ورد تحت عنوان «في جمالية تحديث الكتابة الأقصوصية (نبض الروح لحارب الظاهري والشواطئ الفارغة لأسماء الزرعوني منطلقا). وممّا ذكرت الخاتمة العامة للكتاب بالخصوص «لا شك أن النتائج المستخلصة من دراسة النصوص المتغيرة يمكن أن تفضي بنا إلى حقيقتين: حقيقة أولى قوامها أن المدونة السردية العربية الحديثة بتياراتها المختلفة تزخر بأسماء إبداعية مغمورة عجز النقد في أغلب الأحيان على متابعة منجزها وحقيقة ثانية مفادها أن حركة النقد السردي بأنواعه ما فتئت تنمو وتتضاعف وتخرج تدريجيا من دائرة الانطباع إلى دائرة القراءة المنهجية التي تستند إلى المعارف العلمية ومناهج مقاربة النص الحديث..».