رغم ابتعادهم عن وطنهم الأم إلا أن ارتباطهم لا يزال قويا. فالجيل الثالث من المهاجرين التونسيين يسكنهم حبّ الاطلاع على عادات وتقاليد بلدهم والرغبة الشديدة في معرفة كل التفاصيل والغوص في جزئيات التراث التونسي العتيق لذلك تراهم متعطشين لمزيد من خصائص تونس الحضارية والاجتماعية. وتعتبر الآنسة فريال مراد أصيلة مدينة بنزرت ومقيمة بمدينة موريال بكندا عن تعلقها الشديد بالعادات والتقاليد التونسية بقولها: «عادة ما اغتنم العطلة الصيفية للتمتع بالحياة اليومية التونسية ومعرفة أكثر ما يمكن من معلومات عن عادات وتقاليد تونس وخاصة العادات والتقاليد بولاية بنزرت» مضيفة أنها معجبة جدا بعادات الزواج بمسقط رأسها بمنزل عبد الرحمان وخاصة عادة جرّ العروس لسمكة في اليوم الثالث من زواجها. **سعي لتعلم الطبخ التونسي زيارة الآنسة نهلة لتونس خلال الصيف تعتبر من أهم المناسبات وأسعدها لأنها تمنح الفرصة للقاء أهلها وأصدقائها والتمتع بجمال البحر وليالي المهرجانات الصاخبة. وعن مدى تعلقها بالعادات والتقاليد التونسية تقول إنها على دراية كبيرة بتفاصيل الحياة اليومية بتونس ومطّلعة على مختلف العادات والتقاليد في المناسبات الدينية والأفراح وتؤكد الآنسة نهلة على رغبتها الشديدة في تعلم بعض الصناعات التقليدية كالزربية والطريزة وفي اتقان طهو المأكولات التونسية حتى تتمكن من طبخها في المهجر والاستمتاع بنكهتها الفريدة والمتميزة ببلاد الغربة. سهى أيضا من المولعات بتعلم الطبخ التونسي وخاصة «الكسكسي» والسلاطة «المشوية» وغيرها من الأكلات اللذيذة وتصر على تعليم ذلك لصديقاتها الفرنسيات اللاتي عبرن عن اعجابهن الشديد ببعض الأكلات التونسية المتميزة. **التعريف بالعادات التونسية أسامة الدريدي من الشباب التونسي المهاجر الحريص على جعل علاقته بوطنه الأم علاقة متينة وقوية وذلك من خلال محاولاته وسعيه المتكرر لمعرفة خصائص بلاده الحضارية والاجتماعية والتعرف على مختلف العادات والتقاليد التونسية. ويقول أسامة إن موت والده منحه الفرصة للتعرف على خصائص مناسبة الموت وكيفية التعامل مع هذه الحادثة المؤلمة. أما عن بقية العادات المتعلقة بالمآكل والأعياد الدينية يؤكد أسامة أنها عادات حاضرة بصفة مكثفة بالمهجر فعائلته تحافظ عليها وخاصة أثناء شهر رمضان حيث تطبخ الأكلات التونسية بصفة يومية وبالطريقة نفسها وكذلك خلال الاحتفال بالمولد النبوي الشريف. ويضيف أسامة أن عائلته لا تكتفي بالمحافظة على العادات والتقاليد التونسية بل تسعى إلى التعريف بها بالأوساط الفرنسية من خلال استضافة بعض أصدقائه لقضاء أسبوع أو أسبوعين بينهم حتى يتعرف أكثر على عاداتنا وطريقة عيشنا. **اعجاب كبير بالعادات التونسية الآنسة ايناس أصيلة مدينة نفطة تتكلم اللهجة التونسية بصعوبة لأن عائلتها تتكلم الفرنسية فقط تقول «إن العادات والتقاليد التونسية جميلة جدا وتعجبها كثيرا خاصة الشربة والبريك وكذلك طقوس وعادات الأعراس وخاصة طول مدة الاحتفال بالعرس والتفاصيل الكثيرة الخاصة بهذه المناسبات السعيدة». نسرين أيضا عبرت عن ارتباطها الوثيق بعادات وتقاليد بلدها وتقرّ بجهلها لأشياء كثيرة متعلقة بالحياة اليومية بتونس ولهذا السبب تسعى إلى معرفة ما فاتها والاطلاع على مختلف العادات بكل جهات الجمهورية وذلك من خلال تنقلها عبر العديد من الولايات الداخلية والساحلية.