عاد بعض اللبنانيين الى المجاهرة بالتنكّر لعروبتهم والتأكيد على أصولهم الفينيقية في وقت يبدو فيه أن الانتماء الديني الطائفي والحزبي يغلب في لبنان على الولاء للوطن... وأحيت هذه المجاهرة جدلا خاله اللبنانيون قد انتهى بنهاية الحرب الاهلية ومع ذلك لا يبدو أن العروبة في لبنان أو عروبة لبنان في خطر... وقبل عشرين سنة أو أكثر كانت العروبة تواجه تحديين خطيرين ليس في لبنان فقط بل في سائر البلاد العربية... وكان ممثلو التحدي الاول يجاهرون بالتنكّر لعروبتهم ويؤكدون أصولهم غير العربية مع أن العروبة مرتبطة باللغة والثقافة وليس بالانتماء الديني أو الوراثة الجينية... وبالمقابل كان ممثلو التحدي الثاني يقصون من العروبة «من يريدون ويقبلون من يريدون» كما لو أن العروبة انتماء سياسي... وكنا نعتقد أن التحديين انتهيا قبل أن تحمل الصحف اللبنانية أخبار الذين عادوا الى «الموضة القديمة»... ولن نصل بالطبع وتحت أي ظرف الى التشكيك في عروبة هؤلاء لأن العروبة أرحب من ذلك بكثير... كلنا «عروبيون» ولكننا نختلف فقط حول طرق «توحيد» هذا الفضاء الواسع والرحب وحتى الذين يرفضون العروبة... عرب غصبا عنهم...