من المعروف أن فصل الصيف هو فصل العطل بلا منازع، حيث يركن الجميع للراحة، وهذه الأجواء الصيفية سمتها ارتفاع درجات الحرارة والعمل بنظام الحصة الواحدة. لكن فصل الصيف أيضا هو فصل التعب الشديد في بعض المهن مثل المخابز والمطاعم (خاصة في المطبخ) وعمال الحضائر والفطايرية ففصل الصيف يمثل بالنسبة اليهم «جهنم» نظرا لازدواج الحرارة داخل المحلات وخارجها. «الشروق» قامت بالريبورتاج التالي مع بعض العاملين في مثل تلك المهن وكشفت جانبا من معاناتهم مع الحرارة. السيد منذر بريكي يعمل بمحل للبيتزا والشاورمة ورغم أن الوقت كان لا يزال صباحا إلا أن حرارة المحل كانت مرتفعة. وكان العرق يتصبب من جبين منذر الذي كان قريبا جدا من الفرن ليضع أطباق البيتزا. منذر يعتبر أن العمل في مثل تلك الظروف في فصل الصيف أمرا مرهقا جدا، لكن ما باليد حيلة لأنه مورد رزقه ويضيف منذر قائلا : «أنا مضطر إلى تغيير قميصي أكثر من مرتين في اليوم لأنه يتبلل بالعرق. بالاضافة الى ما يسببه لي هذا العمل من أمراض وخاصة أوجاع الرأس لذلك أنا متسلح دائما بالمسكنات. تعب ومرض هذه الحال يعاني منها أيضا السيد طارق القرفي (عامل بحضيرة بناء) إذ يقول : «نحن عمال الحضائر نتحمل الضجيج والعمل الشاق وفي فصل الصيف تضاف اليهما الحرارة الشديدة مما يجعل ظروف العمل صعبة جدا، ويصبح العامل معرضا إلى مخاطر البناء والأمراض لأنه يضطر الى أن يبلل رأسه بالماء للتخفيف من الحرارة الخانقة وهو ما يجعله يمرض باستمرار. وفي شق آخر من الموضوع نجد عمال المخابز إذ لا أحد منا يستطيع البقاء دون خبز ولا يمكن أن تغلق المخابز أبوابها لأنها تقدم غذاء ضروريا للمواطن. لكن لكي يصل الخبز الى المواطن ناضجا وشهيا يعاني العامل بالمخبزة ألوانا من عذاب الحرارة فحرارة الفرن في الداخل وحرارة طقس الصيف في الخارج. ولئن كانت المخبزة في الشتاء مكانا محبذا للعامل بسبب برودة الطقس فإنها تتحول في الصيف الى مكان مقيت يبغضه الخباز والسيد محمد طرهوني نموذج لهذه المعاناة وهو يقول إنه تعود على أوضاع العمل وكل التعب يهون من أجل لقمة العيش. هندة الذهيبي