تصاعدت الاحتجاجات الدولية أمس على العدوان الصهيوني على قافلة كسر الحصار «أسطول الحرية» في المياه الدولية والذي سقط خلاله عشرات الجرحى والشهداء وتراوحت الردود بين سحب السفراء من كيان الاحتلال واستدعاء سفراء الاحتلال في عواصمهم. وقرّرت تركيا أمس سحب سفيرها لدى كيان الاحتلال الصهيوني أوغوز جيليكول. كما دعت الى اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي. بينما شاركتها كل من اسبانيا واليونان والسويد في استدعاء سفير الكيان الصهيوني في عواصمها وسلمتهم مذكرات احتجاج شديدة اللهجة على الهجوم. دعوات للتحقيق وفي اتجاه آخر دعت كل من اسبانيا وتركيا والاتحاد الأوروبي والأمين العام للأمم المتحدة الى إجراء تحقيق دولي للكشف «سريعا» عما حدث مع «أسطول الحرية». ومن جانبه قال بان كي مون انه أصيب ب«الصدمة» لمقتل عشرات الأشخاص في الهجوم. وأضاف في مؤتمر صحفي عقده في كامبالا عاصمة أوغندا: «من المهم أن يجري تحقيق واف لمعرفة كيف حدثت عملية اراقة الدماء بالتحديد.. أعتقد أنه على (اسرائيل) تقديم تفسير واف». وفي أول تعليق له على العدوان قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان «إن ما حدث هو جريمة وإرهاب دولة». ومن جهته توجه وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو الى نيويورك لطلب عقد جلسة عاجلة للجمعية العامة للأمم المتحدة. كما قطع رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان زيارته الى أمريكا اللاتينية وعاد الى أنقرة لبحث سبل الرد على الهجوم الصهيوني الذي استشهد فيه حوالي 15 متضامنا تركيا. وفي اتجاه آخر طالبت وزيرة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين آستون أمس السلطات الصهيونية بإجراء تحقيق شامل حول المجزرة والظروف التي وقعت فيها مؤكدة أن موقف المجموعة الأوروبية من غزة هو أن «سياسة الحصار غير مقبولة وتأتي بنتيجة عكسية على الصعيد السياسي». وعلى صعيد متصل أعلن الناطق باسم الهيئة التنفيذية في الاتحاد جون كلانسي أن سفراء الاتحاد الأوروبي في بروكسيل عقدوا اجتماعا طارئا أمس لمناقشة العدوان الصهيوني. ووصفت روسيا أمس الهجوم بأنه «انتهاك سافر» للقانون الدولي وذلك في بيان صادر عن الخارجية الروسية، التي قالت «إنه من الواضح أن استخدام أسلحة ضد المدنيين واحتجاز سفن في عرض البحر يعتبر انتهاكا سافرا للقانون الدولي». ومن جانبه أدان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ما أسماه ب«استخدام القوة غير المتكافئ» مطالبا ب«إلقاء الضوء كاملا على ظروف هذه المأساة». على حد وصفه. إلغاء مناورات مشتركة وفي اتجاه آخر أعلنت كل من تركيا واليونان أمس إلغاء مناورات عسكرية مشتركة مع كيان الاحتلال. وأعلن نائب رئيس الوزراء التركي بولند إينغ أن بلاده ألغت الاستعدادات التي كانت تقوم بها لاجراء مناورات مشتركة مع كيان الاحتلال. وبدوره قرر وزير الدفاع اليوناني إيفا نجيلبوس فينيزيلوس أمس وقف تدريب جوي مشترك يوناني اسرائيلي كان قد انطلق الثلاثاء الماضي في جزيرة كريت الجنوبية. واضافة الى ذلك أعلنت وزارة الخارجية اليونانية إلغاء زيارة لقائد أركان سلاح الجو الاسرائيلي كانت مقررة اليوم. وفي اطار الردود التركية دعت أنقرة أمس منتخبها للشبان إلى مغادرة كيان الاحتلال وقد تمت المغادرة فعلا وعاد منتخب كرة القدم الى أنقرة. تنديد بلا وعيد! وعلى الصعيد العربي عمت لهجة التنديد والاستنكار على مختلف الردود وبادرت سوريا بطلب عقد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية لبحث تداعيات العدوان الصهيوني الذي وصفته ب«القرصنة الدموية». كما طالب وزير خارجيتها وليد المعلم في رسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة بضرورة أن تتحمل المنظمة الدولية مسؤوليتها. ومن جهتها أدانت الأردن الهجمة الصهيونية وأكدت أنها ستشارك في اجتماع الجامعة العربية اليوم. وفي دمشق وصف رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الهجوم الصهيوني ب«الخطير» وبأنه «خطوة مجنونة». وذلك إثر لقائه بالرئيس السوري بشار الأسد واصدارهما لبيان مشترك يدين الاعتداء ويطالب بتحرك عربي ودولي للرد على «القرصنة الدموية الصهيونية».