عمّت مظاهر الغضب على المجزرة الصهيونية ضد المتضامنين في «أسطول الحرية» جملة من العواصم العربية والأوروبية وقد حاصر المتظاهرون سفارات وقنصليات الكيان الصهيوني ممّا جعل حكومة الاحتلال تطالب رعاياها بالحذر أو إلغاء سفرهم خاصة إلى تركيا. وأكدت مصادر إخبارية أن المتظاهرين الأتراك اقتحموا منذ صباح أمس مقر القنصلية الاسرائيلية والأمريكية في أنقرة في أعقاب الاعلان عن مقتل ما لا يقل عن 15 متضامنا تركيا في الهجوم الصهيوني على «أسطول الحرية». مظاهرات غاضبة وتواصلت المظاهرات في تركيا وتركزت في كل من أنقرة واسطنبول أي أمام كل من القنصلية ومقر إقامة السفير الاسرائيلي وحاولت قوات الأمن التركية منع المتظاهرين من الوصول إليه. وفي لندن خرج العديد من البريطانيين في مظاهرة حاشدة أمام مقر السفارة الاسرائيلية احتجاجا على الهجوم. وطالب المتحدث باسم المنتدى الفلسطيني البريطاني وزارة الخارجية البريطانية ب«إعطاء هذا الحدث التاريخي الأهمية اللازمة ونقل صورة القرصنة الصهيونية بحق المتضامنين الدوليين» كما هي. وعلى صعيد متصل أعرب المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا عن «أسفه العميق» لسقوط ضحايا جراء العملية الاسرائيلية. وشهدت بريطانيا أيضا مظاهرات حاشدة أمام مقر الحكومة وقد طالبتها بضرورة اتخاذ موقف حاسم من العدوان الصهيوني. ولم تمر المجزرة دون ترك أثر في إيران أيضا حيث خرج الطلبة الايرانيون في مظاهرات طوقت مقر الأممالمتحدة في العاصمة طهران للتنديد بالصمت الدولي أمام المجازر التي يرتكبها الاحتلال. غضب عربي وفي الاطار ذاته شهدت جملة من الدول العربية مظاهرات شعبية خرجت للتنديد بالهمجية الصهيونية. وشارك أكثر من ألفي شخص في مسيرة في عمان أمس، إثر اعتصام دعت إليه النقابات المهنية الأردنية وقد وصل المتظاهرون الى مبنى رئاسة الوزراء حاملين أعلاما فلسطينية وأردنية ولافتات تدعو الى الرد على العدوان الصهيوني. وفي بيروت خرج مئات المتظاهرين في مسيرة حاشدة جابت العاصمة اللبنانية وحمل المتظاهرون الأعلام اللبنانية والتركية والفلسطينية مطالبين الحكومة اللبنانية بعقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي. وتصدرت قيادات المقاومة الفلسطينية المتواجدة في دمشق أمس مظاهرة ضمّت المئات من الفلسطينيين الذين اعتصموا في مخيم اليرموك للاجئين جنوب العاصمة دمشق احتجاجا على العدوان الصهيوني. وحمل المتظاهرون صور الشيخ رائد صلاح الذي أصيب في الهجوم على القافلة وتوجهوا اثر الاعتصام في المخيم الى مبنى الأممالمتحدة شمال شرق العاصمة. ومن المنتظر أن تشهد عواصم عدّة مظاهرات مماثلة في الساعات القادمة اثر صدور العديد من الدعوات من قبل المنظمات الانسانية. وفي اتجاه آخر دعا وزير خارجية كيان الاحتلال المتطرف أفغدور ليبرمان أمس الاسرائيليين الموجودين في تركيا والعواصم التي تشهد موجات غضب جماهيرية الى الفرار «فورا» إلى كيان الاحتلال. كما دعاهم أيضا إلى إلغاء سفرهم إلى تلك الأماكن خشية مهاجمتهم «خاصة في تركيا» التي شهدت ردود فعل قوية على كل المستويات منذ ساعات الفجر الأولى من صباح أمس.