البحر... هو الرابط الوحيد بينها كما لو أن العالم بدأ ينزل... الى الماء... أحداث جدّت في البحر ولا علاقة ظاهرة بينها مع أن المثل يقول إن الصدفة لا تتكرر أكثر من مرة... يشهد خليج المكسيك كارثة حقيقية بما أن عشرات الآلاف من براميل النفط تضخ يوميا في الماء وذلك منذ أيام عديدة... وقالت شركة النفط البريطانية «المسؤولة» عن الكارثة إنها فشلت في آخر محاولة لسد البئر... وإنها ستجدد المحاولة في الايام القادمة... وعلى حد قول الرئيس الروسي ميدفيديف فإن كارثة من هذا النوع هي الاولى في التاريخ... وقد تؤدي حتى الى إفلاس بلد أو شركة عالمية... في المياه الكورية غرقت بارجة جنوبية واتهم تحقيق أول كوريا الشمالية التي نفت التهمة وطالبت بتحقيق دولي آخر... في الأثناء بدت شبه الجزيرة الكورية على حافة الحرب بينما بدأ فريق روسي أمس تحقيقا جديدا في الحادث... في عرض الصومال نشر «العالم» عشرات البوارج الحربية لمواجهة قراصنة صوماليين «اختطفوا العديد من السفن التجارية بالسلاح أحيانا وأحيانا أخرى باستخدام قوارب تقليدية... في المياه الدولية في شرق المتوسط هاجمت البحرية الاسرائيلية أسطول المساعدات الدولية الموجهة لقطاع غزة... وأدان الفلسطينيون هذه «القرصنة» التي ندّد بها العالم كله ولكن من دون إرسال أي «قارب»... الى هذا الحد... تكون الاحداث كلها من «التاريخ» ولكن ما قد يحدث في الخليج العربي قد يقلب التاريخ والجغرافيا رأسا على عقب بما أن اسرائيل أرسلت ثلاث غواصات باتجاه المياه الدولية قبالة إيران... وهو ما ينذر بتصعيد جديد لأن أي احتكاك هناك ولو عن بعد معناه انفجار... بمعنى آخر ولأن الخليج مطوّق بآبار وأنابيب وناقلات النفط، فإن ما حدث في خليج المكسيك والمياه الكورية وشرق المتوسط وعرض الصومال قد يتكرر دفعة واحدة في الخليج العربي... نقول إن الكارثة قد تحدث وندعو الدول القادرة على منعها للتحرك من الآن قبل فوات الأوان... بالمناسبة نعرف أن العالم لا يرى ولا يسمع ونظنه... «يشمّ»... أو هو في عالم آخر...