يكشف قائد الحملة العسكرية الامريكية على العراق الجنرال تومي فرانكس في مذكراته التي تصدر اليوم بعنوان «كيف كسبت الحرب» كيف تمكن عبر عميل مزدوج أطلق عليه اسم «كذبة أفريل» من تضليل صدام حسين وافشال خططه في الدفاع عن بغداد. ونقلت صحيفة «صانداي تايمز» التي بدأت أمس الأول نشر الكتاب الجديد على حلقات عن فرانكس قوله انه بسبب حساسية هذا التضليل لم يعلم به سوى قلة في الحكومة الامريكية. وأوضح فرانكس ان العميل المزدوج الذي أسماه «أبريل فول» (كذبة أفريل) هو ضابط امريكي على صلة بمسؤول في الاستخبارات العراقية يعمل تحت غطاء موظف ديبلوماسي. وسلّم هذا العميل المسؤول العراقي خطط غزو زائفة على أنها بالغة السرية. وتضمنت الخطة المفتعلة ان التحالف لا ينوي ان يشحد سوى جزء من قواته البرية في الكويت فيما يعدّ لهجوم كبير بقوات محمولة جوا في شمال العراق وسيعزز هذا الهجوم بعد ذلك بفرقة المشاة الرابعة التي ستسمح لها الحكومة التركية في آخر لحظة ممكنة بالمرور عبر أراضيها والاندفاع نحو بغداد. وكشف فرانكس كذلك ان الطائرات الامريكية شنت على مدى ثلاث ليال في المراحل الاولى من الحرب واحدة من اعنف حملات القصف وأكثرها فاعلية في تاريخ الحروب على حدّ تعبيره مضيفا ان لا أحد في وسائل الاعلام العالمية ادرك ذلك. وأكّد فرانكس الذي تقاعد بعد الحرب انه لم يكن لديه ادنى شك في ان صدام كان يمتلك اسلحة دمار شامل وقال ان خيبة أمله كانت كبيرة لعدم العثور على هذه الأسلحة وفشل المخططين للحرب في اقناع المجتمع الدولي بارسال 150 ألف جندي اضافي الى العراق. ورغم أن فرانكس يتمسك في مذكراته بولائه للرئيس الامريكي جورج بوش ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد فانه يعبّر عن ازدراء عميق لشخصيات أدنى مرتبة في الادارة الامريكية مثل دوغلاس فايت الذي وصفه بأنه أغبى شخص اطلاقا على الارض. في المقابل وصف فرانكس زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بأنه ليس خصما لدودا فحسب وانما أيضا قائدا كفءا وجريئا. وتحدث فرانكس عن صعوبة العثور على بن لادن لان آلافا من العائلات العربية تحبه ويحتمل أن تستضيفه.