متابعة لتجسيم المحاور الواردة بالبرنامج الرئاسي للخماسية القادمة والمتعلق منها بقطاع الصحة، نظر مجلس وزاري انعقد صباح أمس بإشراف الرئيس زين العابدين بن علي في موضوع «مقاومة الأمراض السرطانية: الواقع والآفاق». واستعرض المجلس في بداية أعماله الوضع الحالي للأمراض السرطانية بتونس من حيث أسبابها وأنواعها ونسبة الوفيات بهذا المرض على الصعيد الوطني وحالة البنية التحتية المتوفرة. كما استعرض أهم الإنجازات لمقاومة هذا المرض وبالخصوص الاستراتيجية الوطنية التي وضعت للغرض منذ 2001 والتي من أهم عناصرها الكشف المبكر. ثم تدارس المجلس آفاق وسبل مقاومة الأمراض السرطانية وأقر الإجراءات التالية : دعم التقصي المبكر للأمراض السرطانية لا سيما الأكثر انتشارا وذلك من خلال تكثيف التثقيف الصحي الموجه للعموم وتدعيم التكوين المستمر للإطارات الطبية وشبه الطبية في هذا المجال. تطوير شبكة المراكز الاستشفائية المختصة في معالجة الأمراض السرطانية لاسيما من خلال الإسراع باستكمال إنجاز مركز أريانة والأقسام الإقليمية بكل من جندوبة وقفصة وقابس وتوفير الإمكانيات الملائمة لإنجاز مشروع مركز الزهراوي للوقاية والعلاج والعناية التلطيفية. تدعيم المراكز الطبية المختصة بتجهيزات التشخيص والعلاج المتطورة والموارد البشرية الملائمة. مزيد النهوض بالتكوين المتخصص لاسيما من خلال الترفيع في عدد خطط التكوين في إطار مناظرة الإقامة في الطب وتعميم الدراسات التكميلية في مجال طب السرطان على كافة كليات الطب. النهوض بالبحوث في مجال أمراض السرطان وحث الباحثين في هذا المجال على تشبيك وحدات ومخابر البحث في إطار تجمعات تستجيب لمقتضيات التميز والتنافسية. النهوض بالعلاج التلطيفي من خلال تركيز وحدات للإيواء بالمراكز الجامعية ودعم التكوين المستمر للإطارات الطبية وشبه الطبية في هذا المجال. تدعيم الإحاطة بالمرضى وذويهم من خلال إحداث عيادات مختصة في الإحاطة النفسية والنهوض بالعلاج في المنزل. دعم إنتاج الأدوية وتطوير البحوث في مجال الأدوية المستخرجة من البيوتكنولوجيا. وأوصى رئيس الدولة بمتابعة إنجاز هذه الخطة وتعهدها بالتقييم المستمر مشددا كذلك على دعم جهود التحسيس بأهمية السلوكيات الصحية والغذائية السليمة للحد من هذه الأمراض الخطيرة.
