لندن القدسالمحتلة (وكالات) : نقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية أمس شهادات لنشطاء «أسطول الحرية» مشيرة الى أن جنود الاحتلال أطلقوا وابلا من الرصاص على سفينتهم التي تحولت الى بحيرة من الدماء. وقالت الصحيفة البريطانية في تقريرها ان «ما أجمع عليه كل الناجين الذين كانوا على متن اسطول الحرية المتوجه بالمساعدات إلى غزة هو الإحساس بالصدمة الشديدة إزاء سرعة وعدوانية الهجوم الاسرائيلي على محاولة لإيصال مساعدات إنسانية. ووصف نورمان باخ (72 عاما) وهو ناشط ألماني مؤيد للفلسطينيين، لدى وصوله الى برلين كيف استيقظ ليسمع «انفجارات قوية» عندما بدأ الهجوم على سفينة «مافي مرمرة» سفينة القيادة لأسطول الحرية. ... عدوان من الجو وقال: «أسرعت وارتديت ملابسي وقال زملائي لي: إننا نتعرض لهجوم. الاسرائيليون هنا». وأضاف: «العدوان جاء من الجو، من طائرات الهيلوكبتر والجنود الذين هبطوا منها بالحبال. انتظرنا في الغرفة الأمامية ورأيناهم يحملون جنديا اسرائيليا بدا لي وكأنه منهار. ثم حضر جندي آخر وبعده آخرون ولكن بعد هؤلاء الجنود المصابين شاهدت الكثير ربما 10 ركاب مصابين بجروح خطرة ، وأجسامهم مغطاة بالدماء. عولجوا في الصالون المجاور لنا. أحدهم كانت إصابته بالغة جدا بحيث أنني متأكد أنه مات بعد ذلك بقليل. ولم أفكر حتى في الصعود إلى أعلى لأن الوضع كان خطيرا للغاية». إحدى أقوى الإدانات لما قامت به اسرائيل جاءت من الروائي السويدي هيننغ مانكيل الذي كان على ظهر سفينة الإغاثة السويدية «صوفيا». مانكيل، كاتب سلسلة «فالاندر» طالب بعقوبات دولية على اسرائيل للضغط عليها من أجل رفع حصارها عن غزة. وقال مانكيل: «أعتقد أن علينا الاستفادة من تجربة جنوب افريقيا، حيث كما نعلم كان للعقوبات تأثيرها. تطلب الأمر وقتا، لكن كان للعقوبات تأثير». ونفى مانكيل أمام مراسل كان عائدا الى السويد مع الكاتب بعد إبعاده عن اسرائيل وجود أي أسلحة على متن سفن الحرية، وأضاف: «أستطيع الجزم بأنه لم يوجد سلاح واحد على متن السفن». نيلوفر جيتان، وهي ناشطة تركية، اختبأت هي وطفلها الرضيع في حمام تحت سطح السفينة بينما كانت القنابل الصوتية والذخيرة الحية والقنابل المدمعة تنفجر فوقهما. ووصفت لدى عودتها إلى اسطنبول كيف «تحولت السفينة إلى بحيرة من الدماء». وقالت: «بقينا في قمرتنا وانشغلنا بالألعاب وسط أصوات إطلاق النار. حميت الطفل بالبقاء داخل قمرتي، ثم ذهبنا إلى الحمام. وضعت كمامة واقية من الغاز وسترة نجاة على طفلي. استخدموا قنابل دخانية وبعدها قنابل مسيلة للدموع. بدأوا بالهبوط على السفينة من الهيلوكبترات». وقالت إن «هجومهم كان قاسيا ووحشيا جدا». منتجة الأفلام البرازيلية إيارا لي التي كانت هي الأخرى على ظهر السفينة «مافي مرمرة» أفادت أن القوات الاسرائيلية استولت على السفينة بعد قطع كل الاتصالات «وبدأت في إطلاق النار على الركاب». وكانت لي تتحدث مع قناة «غلوبو» التلفزيونية البرازيلية من سجنها في جنوبفلسطينالمحتلة حيث احتجزت اسرائيل حوالي 600 ناشط اجنبي بينهم 40 بريطانيا. واستطردت: «قالوا إننا إرهابيون وهذا سخف. جاؤوا إلى الجانب الذي تجمعت فيه النساء، كثيرات وكثيرات كن فيه، وكانوا يرتدون بزات سوداء ومعهم أسلحة ضخمة وكأنهم يخوضون حربا. صادروا كل هواتفنا وكل أمتعتنا وأخذوا كل شيء من حقائبنا ووضعوه على الأرض». وقالت أيضا في مقابلة أخرى مع صحيفة «فولها دي ساوباولو»: «توقعنا أن يطلقوا النار على أرجلنا، وأن يطلقوا النار في الهواء لمجرد تخويف الناس لكنهم صوبوا نيرانهم مباشرة إلينا. بعضهم أطلق النار على رؤوس الركاب. قتل عدد كبير من الناس كان الموقف يفوق التصور». الناشطون الذين أطلق سراحهم كانت رواياتهم متباينة حول درجة المقاومة التي قام بها الركاب. آنيت غروت، وهي سياسية ألمانية، وصفت خلال مؤتمر صحافي كيف رأت جنودا إسرائيليين خارج قمرتها، بعد أن كانوا قد اقتحموا السفينة. إطلاق نار عشوائي وقالت: «كانوا يطلقون النار بلا تحذير، كان ذلك يشبه الحرب. كان معهم رشاشات وأسلحة صعق كهربائي، ونوع من قنابل الغاز المسيل للدموع وأسلحة أخرى، مقابل اثنتين ونصف من العصي الخشبية التي كنا نملكها. الحديث عن الدفاع عن النفس سخيف». وأظهرت اللقطات المصورة للاعتداء على التلفزيون التركي والصور التي أصدرها الجيش الإسرائيلي بعض أفراد القوات الخاصة يتعرضون للضرب بالعصي من قبل الركاب. لكن باخ يؤكد أنه لم ير أيا من الناشطين يستخدم سلاحا، وقال: «كان هناك رجلان فقط يحملان اثنتين من العصي القصيرة لكن لم تكن هناك سكاكين ولا قضبان حديد أو مسدسات ولا أسلحة حقيقية، فأثناء تخطيطنا للمهمة قلنا: لا أسلحة ولا متفجرات، وقررنا أن نقاوم سياسيا فقط، بالوسائل الطبيعية». وقال البرلماني السابق نورمون باياش «إنها قرصنة» انها قرصنة يصحبها عنف فظيع في المياه الدولية ضد سفن تحمل مساعدات انسانية... لقد جرّدونا من كل متعلقاتنا الشخصية ومن ملابسنا «مشيرا الى ان الصورة تذكّر بالأحداث التي وقعت في العراق وأفغانستان». وأضاف أجبرونا على التعهد بعدم المشاركة في أي عملية لكسر الحصار عن غزة... أما الصحفية الأسترالية كايتي جيرايتي فقد تعرّضت الى صعقات كهربائية.