رغم مرور ما يزيد عن قرن من الزمن على تاريخ تأسيس الاتحاد البارغواني لكرة القدم في 1906، إلا أن منتخب البارغواي لم يطل المجد العالمي أبدا رغم مجاورته لهذا المجد بطرفيه، البرازيل شمالا والأرجنتين جنوبا، حيث اكتفى في أقصى حالات التألق ببلوغ الدور ثمن النهائي، لكنه استطاع بعد ذلك أن يفرض الاحترام بين بلدان أمريكا الجنوبية في ما صعد سلّم العالمية في أوائل التسعينات بولادة نجم إسمه شيلافير. ضمن منتخب الألبيروخا» التأهل للمونديال منذ 9 سبتمبر 2009 عندما اقتطع تذكرة العبور بتأشيرة الفوز على الأرجنتين بهدف نظيف لينهي التصفيات في المركز الثالث برصيد 33 نقطة خلف البرازيل والشيلي.. عقدة ثمن النهائي هذا الترشح المستحق أعطى لهذا المنتخب الثقة اللازمة لاسترجاع بعض من الهيبة الكروية، فتاريخ البارغواي في كأس العالم، يحمل سجلا يضم مشاركات سابقة كانت أولها في النسخة بالأورغواي في 1930 لتتوالى المشاركات بعدها، وكانت آخرها في ألمانيا 2006، تجاوز الدور ثمن النهائي أصبح بمثابة العقدة فمنتخب البارغواي بلغ هذا الدور في ثلاث مناسبات سنوات 1986 و1998 و2002، ففي فرنسا أقصي بهدف لوران بلان وفازت فرنسا بالكأس وفي كوريا واليابان أقصي من قبل الألمان الذين بلغوا بعد ذلك الدور النهائي وخسروا الكأس أمام البرازيل، لذلك فإن الهدف الأساسي لزملاء سانتا كروز هو تجاوز الدور ثمن النهائي للمرة الأولى في تاريخهم. دهاء «تاتا» واندفاع المواهب يقود منتخب البارغواي المدرب الأرجنتيني جيراردو مارشينو الملقب ب«تاتا»، مدرب خبير معروف بدهائه وهو من مواليد 20 نوفمبر 1962، تسلّم مهمته في فيفري 2007 وهو يعرف جيدا الكرة في البارغواي من خلال تجربته في تدريب فريق ليبرتاد هناك في البارغواي في سنة 2002، وقد تسلّم المهمة خلفا للأرجنتيني الآخر مارسيلو بيرما وحقق مع هذا المنتخب أفضل نتيجة له في تاريخ التصفيات. التشكيلة الحالية التي يتوفر عليها منتخب البارغواي هي الأكثر موهبة في السنوات الأخيرة، لكن هذا المنتخب سيتلقى ضربة موجعة إذا ما تأكد غياب المهاجم سافادور كبناس هداف التصفيات بستة أهداف، الذي لم يلعب منذ 25 جانفي 2010 عندما تلقى ضربة مؤلمة في رأسه أثناء تواجده بإحدى الحانات في العاصمة المكسيكية في مكسيكو.. للخطوط الثلاثة لمنتخب البارغواي تضمّ مواهب بداية بالحارس ألبوبوباديلا (33 سنة) حارس فريد إنديبندنتي ميدلين الكولمبي الذي يكون في مهمة صعبة لكي ينسي عشاق هذا المنتخب في اسم شيلافير الأسطوري.. جيراردو مارتينو يعتمد على خطة 3 5 2، بوجود ثلاثة مدافعين في المحور يتقدمهم، جوليو سيزار كاسيراس (30 سنة) مدافع أتليتكو دي مينيرو البرازيلي، الى جانب كلاوديو موريل رودريغز (32 سنة) مدافع بوكا جونيور الأرجنتيني. وسط الميدان يضم إدغار باريتو (25 سنة) لاعب فريق أتلانتا والايطالي وكريستيان ريفيروس (27 سنة) متوسط ميدن كروز أزول المكسكيي، وجوناتان سانتانا (28 سنة) لاعب فريق فولسبورغ الألماني الى جانب أونريكي فيرا، متوسط ميدان ليغا دي كيتو الكولمبي دون أن ننسى الموهبة الصاعدة اللاعب الذي قد يخطف الأضواء من الكبار ونتحدث عن رودريغو روخاس (21 سنة) صانع ألعاب ريفر بلايت الأرجنتيني.. في الهجوم يعوّل المدرب الأرجنتيني على موهبة نيلسون هايدو فالديز (26 سنة) مهاجم دوروسيا دورتموند الألماني، صاحب الحس التهديفي العالي وعاشق الشباك، الى جانب السريع أوسكار كاردوزو، صاحب التوزيعات الدقيقة (26 سنة) متوسط ميدان بنفيكا الاسباني، الى جانب نجم الفريق روكي سانتا كروز (28 سنة) مهاجم مانشستر سيتي الانقليزي. إذًا هؤلاء هم الذين يحملون أحلام وآمال شعب أرهقه الفقر وأتعبته الخصاصة وهو يبحث عن مجرّد بسمة قد تأتي من كرة هواء ستظلّ على الدوام مصدر فرحة هؤلاء.