حين نتحدث عن المطربة سندس طاقة فإننا نفتح بابا للأمل.. هذه المطربة تكاد تكون استثناء.. لعدة اعتبارات الأول حرصها على أن تكون لها جملتها ومفرداتها الخاصة بها دون سواها.. ترفض أن تكون ببغاء تؤدي أغاني الآخرين وتظهر هنا وهناك محدثة ضجيجا.. سندس طاقة معتزة بشخصيتها الفنية الى حد رأى فيه بعضهم «عزة نفس» مبالغ فيها لكنها نفسّرها على أساس الاحترام لذاتها وأن ا لفنان مطالب بألا يكون مبتذلا. وضمن إطار «صيانة» النفس آثرت أن تغيب حتى تتوفر لها الرؤية الواضحة وأيضا تعدّ لإنتاجات ترضى عنها.. غابت ولم تغب! غابت لتجهز أعمالا جديدة لكنها كانت تتابع كل صغيرة وكبيرة أعدت أعمالا منها أغنية تبثها «روتانا» بشكل يومي من ألحان سمير صغير بعنوان «كان لازم أبعد» ومن الصدف الغريبة أن العنوان يتطابق مع حالتها حيث ابتعدت عن الساحة لفترة قصيرة لكنها عادت فهل كانت تبرر أسباب بُعدها (كان لازم أبعد)؟! عادت بأعمال ستظهر في ألبوم لحن في لبنان تمّ تصويره في تونس وآخر «عذاب» لعادل بندقة وهو رهان من سندس على اللون التونسي الذي ارتضاه عادل بندقة لنفسه واشتغل عليه. أسباب هل كان تعامل سندس مع عادل بندقة رغبة في ألحانه والعودة معه لجديته أولا ولأنه مطلع على الساحة الفنية التونسية أم لكل هذه الاعتبارات وهو الذي كانت له تجارب ناجحة مع أكثر من صوت؟ سندس طاقة كان بإمكانها العودة من باب التراث والارتزاق بين أعمال الموتى كما يفعل كثيرون لكنها اختارت الطريق الأصعب لكنه ثابت.. فيه مكابدة لكن نتائجه مضمونة ونجاحه مؤكد. عادت سندس وكأنها لم تغب عادت بأعمالها لتدخل في صلب الموضوع حصلت العودة وحجزت افتتاح مهرجان بوقرنين وهدفها واضح وجلي قرطاج 2011! من الآن بدأت الاستعدادات ومن الآن بدأت الأعمال.. وضوح في الرؤية وتخطيط لا مجال للارتجال فيه..