وقع أنصار الافريقي هذه الصائفة ضحية العديد من المفاجآت غير السارة وإذا تعودوا في نهاية كل موسم على رحلة البحث عن رئيس جديد للنادي ووعود كبار النادي الجوفاء والصعوبات المالية وقدوم أحد اللاعبين الأجانب الذي يتأخر عادة لأشهر عديدة لأسباب مضحكة أحيانا وكأن اللاعب سيأتي من كوكب آخر لا علاقة له بالكرة الأرضية. إذا كان أنصار الافريقي تعودوا على كل هذه «المنغصات» كل صائفة، فإن الجديد هذا الموسم هو «هروب» بعض لاعبي الفريق الى «الخصم الأزلي» والغريم التقليدي الترجي الرياضي ويمكن القول أن أحباء الافريقي وقعوا تحت تأثير هذه الصدمة ومن الصعب جدا أن يتخلصوا من تأثيرها قريبا بل هناك من الأحباء من طالب بانتداب لاعب من الترجي أو «اختطافه» على حدّ عبارة بعض الأحباء، وهناك من تحدث عن زياد الدربالي الذي كان فرض تجديد عقده مع الترجي في الفترة الأخيرة قبل أن يمضي على عقد بموسم واحد. أسباب مالية وراء الهروب ما لا يعرفه البعض أن الأسباب الحقيقية لهروب وليد الهيشري وبرهان غنام تبقى مالية بالأساس وما لا يعرفه البعض أن الخاصية الأساسية لهيئات الافريقي السابقة هي الوفاء بالتزاماتها تجاه اللاعبين ولم يسبق أن اشتكى لاعب مهما كانت وضعيته من تنكر الهيئة له وحرمانه من مستحقاته حتى وإن قضى كامل الموسم على المدارج. هيئة ايدير استثناء إذا كانت الهيئات السابقة حافظت على سمعة النادي فإن هيئة ايدير وخاصة الثنائي لطفي الزاهي ومهدي ميلاد كانا استثناء في تاريخ النادي العريق ذلك أن أمين مال الافريقي كثيرا ما كان سببا مباشرا في تعكر العلاقة بين النادي وأبنائه وكل الذين غادروا الفريق في المواسم القليلة الماضية كانوا يشعرون بنوع من النقمة على النادي وهو ما يفسر تألق هؤلاء كلما واجهوا نادي باب الجديد ويعرف الجميع أن اللاعبين المغادرين للفريق هم الذين كانوا وراء حرمانه من الألقاب في السنوات الماضية مثل الزيتوني والغرياني في الموسم قبل الفارط وحسين جابر وبوشعالة هذا الموسم والتفسير الوحيد لهذه «النقمة» هي المعاملة السيئة جدا التي وجدها اللاعبون المغادرون للفريق من طرف أمين المال ورئيس الفرع. ابتزاز الى جانب المعاملة السيئة جدا يمكن القول أن اللاعبين المغادرين للفريق تعرضوا الى الابتزاز من ذلك أن مسؤولي الافريقي كانوا ينتظرون الأيام الأخيرة لفترة انتقال اللاعبين حتى يجبروهم على التنازل عن حقوقهم وهذا ما حصل مع برهان غنام الذي حرم في الموسم الأول من الانتقال الى قوافل قفصة لأنه رفض المساومة ثم انتقل الى الشبيبة في الموسم المالي بعد أن اضطر الى الرضوخ وتنازل عن بعض الأموال بل هناك من قال أنه اضطر للامضاء على وثيقة تؤكد أنه تحصل على أمواله وبين التنازل و«الحصول» فرق كبير. «طعنة» للهيشري إذا كان برهان اضطر للتنازل عن أجر شهرين وبعض المنح وهي مبالغ بسيطة، فإن وليد الهيشري تلقي ما يشبه «الطعنة» عندما انتقل من الافريقي الى روسيا للاحتراف هناك إذ كان هناك بند بعقد اللاعب مع نادي باب الجديد ينص على أنه يغادر إذا توفر مبلغ 300 ألف أورو وعند التفاوض مع الفريق الروسي اتفق وكيل أعمال اللاعب مع هذا النادي على أن تكون الصفقة في حدود 350 ألف أورو أي 300 للنادي و50 للاعب واتفق الأطراف على ذلك واتصل ذات يوم لطفي الزاهي بوالد اللاعب وأعلمه أنهم سيلتقون في مكتب رئيس النادي لاتمام كل الاجراءات وهو ما حصل فعلا، لكن أمين المال طلب من والد اللاعب الجلوس في قاعة الانتظار ومنعه من الدخول الى مكتب رئيس النادي وكأنه كان بصدد تدبير أمر ما. وبعد دقائق خرج الزاهي ووكيل اللاعب وقال لوالد الهيشري أن كل شيء تم بالطريقة التي اتفقوا عليها. تذكرة على الحساب الخاص بعد أن يأمل في الحصول على 50 ألف أورو أي أكثر من 90 ألف دينار، وجد الهيشري نفسه يقتني تذكرة التحول الى روسيا من ماله الخاص بعد أن عرف كل أنواع التسويف والمماطلة ووصل الأمر الى حد مطاردة أمين المال للاعب حتى يوقع له على وثيقة تفيد أن الهيشري تحصل على مستحقاته (دائما الحصول ليس التنازل). وقد طاردوه حتى عندما تحول الى روسيا بوثيقة تحمل سطرا واحدا باللغة الانقليزية، لكنها تحمل نفس المضمون واضطر اللاعب للامضاء لأن الفريق نجح في اقناع الجامعة باحتجاز البطاقة الصفراء. هل تنازل فعلا؟ هيئة الافريقي السابقة قالت أن وليد الهيشري تنازل عن حقه لفائدة فريقه واللاعب ووالده ينفيان ذلك تماما والمنطق يؤكد أنه من شبه المستحيل أن يتنازل عن مبلغ 100 ألف دينار هكذا بكل بساطة، بل أغنى أغنياء تونس لا يمكنه أن يمنح مبلغا ماليا كهذا لفائدة فريق ما وحتى المبالغ التي يتحدث عنها البعض أحيانا والقادمة من المدعمين فإنها تكون عادة مقابل الاشهار أو يقع حذفها من أموال الضرائب وهذا يعني أن المدعمين لا يدفعون من مالهم الخاص بل من أموال الدولة أو مقابل اشهار «بضاعتهم». نقمة بعد هذا لا تسألوا عن الأسباب الحقيقية التي جعلت اللاعبين يتنكرون لفريقهم الأم ويأمل الجميع أن تقطع الهيئة الجديدة مع العادات السيئة التي كرسها الزاهي وميلاد والمتمثلة في زرع شعور بالنقمة لدى اللاعبين سواء بسبب المعاملة السيئة جدّا أو لأسباب مالية كما ذكرنا سابقا.