قال المخرج منصف ذويب أن توجهه الى الجزائر للعمل مع مسرحيين جزائريين، ليس هروبا من السياحة الوطنية، أو تهريبا للمنتوج الثقافي الوطني خارج البلاد. وكشف ذويب أن هناك ألسنا خبيثة تهمس منذ مدة بأنه بات يفضل العمل في الجزائر هربا من المنافسة مع الأعمال الكوميدية الناجحة في تونس. وهناك حتى من اتهمه بتهريب المنتوج الثقافي الوطني الى الجزائر في إشارة الى مسرحية «المكي وزكية» التي سيقدمها في نهاية هذا الشهر بالجزائر، في نسخة جزائرية. «الشروق» تحدثت مع ذويب حول هذه القضية وقضايا أخرى لها علاقة بالتلفزة، وبمسرحية «في هاك السردوك نريشو» التي مازالت عالقة في المحاكم. «المكي وزكية» ستبقى تونسية ويؤكد ذويب أن مسرحية «المكي وزكية» ستبقى تونسية مهما تغير النص والمؤدي أو الممثل. وأوضح أنها لن تفقد هويتها التونسية مشيرا الى أن التغييرات الوحيدة التي أدخلت عليها هي في مستوى شخصية «المكي» التي أصبحت جزائرية، أما شخصية «زكية» فستظل تونسية شأنها شأن الحكاية والأحداث. وبيّن ذويب أن الغاية من هذا الاقتباس الجديد هي البحث عن الانتشار وترويج المنتوج الثقافي الوطني خارج البلاد وهذا في نظره مفخرة لتونس وليس تهريبا للمنتوج الثقافي الوطني، كما يدّعي المناوئون. ويؤكد ذويب أنه يدرك جيدا حقيقة هؤلاء المناوئين مشيرا الى أنهم سيظلون عاجزين عن تقديم أي منتوج مهما فعلوا لا لشيء سوى لكونهم «فارغين». التأشيرة التونسية ضرورية وعن تأخر تقديم مسرحية «المكي وزكية» في نسختها الجزائرية، قال ذويب انه مازال يبحث مع إدارة ثقافية جزائرية تحديد الفضاء أو المسرح الذي سيعرض فيه المسرحية، مشيرا الى أن المسارح في الجزائر هي على ملك الدولة وبالتالي تتطلب تراتيب واجراءات.. وأضاف أنه يأمل كذلك في تقديم المسرحية على أكمل وجه. وأكد أن موعد العرض الأول في الجزائر سيكون في نهاية جوان أو بداية جويلية 2010. وأشار الى أنه اتفق مع أحد مسارح الدولة في الجزائر لتقديمها خلال شهر رمضان. وأضاف أنه تلقى في الجزائر كذلك عروضا كثيرة من مهرجانات صيفية تونسية ويصر ذويب رغم توجه المسرحية للجمهور الجزائري على عرضها أمام لجنة التوجيه المسرحي التونسية حتى تظل محافظة على هويتها من حيث التأشيرة. ولم يخف ذويب في كل حديثه عن الجزائر، كرم وضيافة الجزائريين مشيرا الى أنهم فتحوا أمامه كل أبواب العمل بينهم، حتى أنهم وفروا له ثلاثة فضاءات للعمل والعرض. ونفى ذويب، رغم انغماسه الكامل في مشروع «المكي وزكية» الجزائرية أن يكون قد فكر في إيقاف عروض «مدام كنزة» مشيرا الى أنها أصبحت في مرحلتها الذهبية وهي تلاقي إقبالا كبيرا الى الآن. وبيّن أنه وضع أسعارا معقولة لعروضها في المهرجانات الصيفية هذا العام، وخصوصا المهرجانات الجهوية والمحلية. «التلفزة... جاية» وعن فيلمه «التلفزة جاية» الذي أعاد عرضه منذ أيام في القاعات التجارية في ثاني ظهور له، كشف منصف ذويب أنه ظل ينتظر بثه في التلفزة التونسية أكثر من عامين. ولما يئس من ذلك أعاد عرضه في القاعات. ويتساءل ذويب عن أسباب عدم بثه في التلفزة التونسية، وهي التي دفعت في إنتاجه 100 ألف دينار. ويستغرب ذويب تهاون مؤسسة التلفزة في حماية واسترجاع أموالها مشيرا الى اسهامها في إنتاج الأفلام دون التمتع على الأقل ببثها، ويرى ذويب أن هذه النقطة هي من ضمن نقاط عديدة جعلت المشاهد التونسي يهرب من تلفزته، فالتلفزة باتت تدير ظهرها للسينما والمشاهد يدير ظهره للتلفزة.