احتضن قصر بلدية دوز يوم السبت الماضي حفلا على شرف جمعية فرقة بلدية دوز للتمثيل بادر المجلس البلدي الجديد بتنظيمه تقديرا للفرقة التي عملت طيلة ربع قرن من أجل نشر الثقافة المسرحية في الجهة وقد كانت هذه المسيرة الطويلة من المثابرة والجدّية محلّ تقدير لجنة تحكيم الدورة الثانية لليلة المسرح التونسي التي اختارتها بالاجماع لجائزة «الركح الذهبي» في الثقافة المسرحية. السيد رئيس بلدية دوز الأستاذ عمر بن سالم أكد في كلمة قصيرة أنّ البلدية لن تتخلى عن دعم الجمعية التي برهنت في أكثر من مناسبة أنها تعمل فعلا من أجل نشر الثقافة المسرحية وفتح آفاق للشبّان حتى يمارسوا الهواية المسرحية وأن تكون مركز اشعاع ثقافي للمدينة التي لها تجارب عريقة في الهواية المسرحية كانت ولادة الجمعية تتويجا لها في سنة 1985 واعتبر هذا التتويج تقديرا من الدولة لكل الجمعيات المثابرة ولكل من وقفوا وساندوا الجمعية من أجل الوصول الى ما وصلت إليه من إشعاع تجاوز حدود الوطن. وتمثل جمعية فرقة بلدية دوز للتمثيل تجربة فريدة في جمعيات الهواية المسرحية فهي الوحيدة التي تتمتع بمنحة سنوية من البلدية التي مكّنتها أيضا في الفترة النيابية (2000 2005)، من سوق التمور القديم بمبادرة من رئيس بلدية دوز الأسبق الأستاذ علي بن أحمد رحمه الله لتحوّله الجمعية بدعم من البلدية والمجلس الجهوي لولاية قبلي الى مسرح جيب تولى تدشينه السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث يوم 24 أفريل الماضي. ويذكر أن جمعية فرقة بلدية دوز للتمثيل تأسّست سنة 1985 وسبقتها تجارب لم تعمّر طويلا بدأت منذ الثلاثينات زمن الحركة الوطنية والنضال ضدّ الاستعمار ثم تلتها تجربة ثانية أواخر الستينات فشلت هي أيضا في الاستمرار وهذا ما نجحت فيه الجمعية التي قدمت الى حدّ الآن عشرة أعمال مسرحية وقدمت بعضها خارج حدود الوطن بامكانياتها الخاصة إذ لم تدعمها وزارة الثقافة والمحافظة على التراث في أي مهرجان عربي ولا عالمي ومع ذلك قدمت الجمعية عروضها في الجزائر ومصر في مناسبتين آخرهما مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي وفي فرنسا. كما تنظم مهرجانا للفن الرابع بلغ عمره ستّ سنوات وسيتحول الى مهرجان مغاربي في الدورة القادمة.