شهدت دورة إيطاليا لسنة 1990 إثارة الهواجس والخوف لدى اللجنة المنظمة عند تأهل انقلترا الى هذه النهائيات وانتظار الشغب الذي قد يحصل بين أنصار أنقلترا وأنصار البلد المنظم خاصة ان «الطليان» كانوا يريدون «الثأر» لمأساة «هيسيل» التي ذهب ضحيتها عديد القتلى الايطاليين سنة 1985 أثناء نهائي بطولة الأندية الأوروبية وبالتالي لم تجد هذه اللجنة المنظمة غير حلّ واحد يتمثل في وضع أنقلترا على رأس المجموعة السادسة لحصرها وحصر أنصارها من ورائها في مدينة «سردينيا» حيث تم الاستعداد الأمني الكبير لذلك ولكل الطوارئ.. هذا القرار أثار حفيظة المنتخبات المرشحة وخاصة منها التي ترى جدارتها أكبر لترأس هذه المجموعة قبل تفهّم ممثلي هذه المنتخبات للوضعية. وشاءت الظروف الا ان يلتقي المنتخبان الايطالي والأنقليزي في المباراة الترتيبية من أجل المركز الثالث والتي فازت فيها إيطاليا (21) دون ان يحصل ما كان يتوقعه المنظمون والذين قرؤوا له ألف حساب. ومن جهة أخرى فقد تم حرمان المكسيك من الاشتراك في تصفيات الدورة الرابعة عشرة للمونديال الذي احتضنته إيطاليا بأعمار اللاعبين الشبان كما تم إبعاد الشيلي من مباريات تصفيات أمريكا الجنوبية إثر اكتشاف محاولة حارس مرمى هذا المنتخب (اي الشيلي) إيهام حكم المباراة التي جمعت بلاده بالبرازيل بإطلاق ناري لتتجلى حقيقة حرص كل الأطراف على التأهل للمونديال بشتى الطرق والأساليب غير ان الثابت هو ان هذه الدورة الرابعة عشرة للمونديال شهدت نهاية مشوار بعض المشاهير على غرار الانقليزي «لينيكير» وزميله حارس المرمى «بيتر شيلتون» مقابل بروز حارس الارجنتين «سيرجيو غويكوتشيا» كما حصل حولها إجماع يؤكد انها (اي الدورة) سيطرت عليها الأساليب الدفاعية المتسمة بالعنف والخشونة وكانت باهتة ومملّة في أكثر مبارياتها بسبب غياب العروض المميزة والابداعات الكروية وخاصة على مستوى الهجوم سيما وأن عديد المقابلات لم تحسم نتائجها غير الركلات الترجيحية.. وللتذكير فقط فقد شهدت هذه الدورة (16) حالة إقصاء وهو رقم قياسي سجله المونديال منذ الدورة الاولى التي احتضنتها الأوروغواي سنة 1930.