تنظيم المونديال في «موطن» كرة القدم الأصلي (أنقلترا) كان بالتأكيد حدثا استثنائيا وكان لابدّ ان تكون النسخة الأفضل تنظيميا وحتى يكون التنظيم رائعا كان لابدّ ان يتوج المنتخب المضيف ولذلك تعاون الجميع ليتوج المنتخب الانقليزي اذ تمت برمجة كل مقابلاته في ملعب ومبلي وتم اختيار الحكام «على المقاس» وقبل انطلاق هذه النسخة بدأ الجميع يتساءلون ان كان سيسمح لأي منتخب آخر مثل ألمانيا او البرازيل او فرنسا او روسيا بالفوز بهذه الكأس. بالاضافة الى كل هذه الممهدات كان لابدّ من إبعاد المنافسين الذين يخشاهم منتخب أنقلترا أثناء النهائيات مثل المنتخب البرتغالي الذي كان الأفضل طوال الدورة بقيادة بيلي أوروبا «إيزيبيو» وكذلك المنتخب الروسي بقيادة افضل حارس في العالم لكل الأوقات «ياشين». أما المنتخب البرازيلي فقد تمت تصفيته وذلك بالاعتداء على الجوهرة «بيلي» بكل الطرق وهو ما حصل فعلا اذ اعتدى عليه احد المدافعين البلغاريين منذ اللقاء الأول ثم تخلف عن لقاء المجر وعاد في اللقاء الثالث في الدور الاول امام البرتغال لكن عودته كانت شكلية وانهزم البرازيليون بثلاثية وغادر منتخب «الصامبا» في اتجاه جنوب امريكا بحسرة كبيرة. وبعد انتهاء الدور الأول اكد الجميع ان تنظيم المونديال في انقلترا يجب ان يقترن بفوز هذا البلد بكأسه الاولى. أخيرا في اللقاء النهائي الذي جمع المنتخب الانقليزي بالمنتخب الالماني كان من الصعب جدا ان يهزم الأخير بفعل فاعل بسبب البث المباشر للقاء وبسبب الاحتجاجات الكبيرة على التحكيم وعلى الانحياز للانقليز لذلك انتهى اللقاء في وقته القانوني بالتعادل (22) وفي حدود الدقيقة 100 من اللقاء وعندما صوب هيرست نحو المرمى اصطدمت الكرة بالعارضة ونزلت في اتجاه خط المرمى وكانت تلك اللقطة بالتأكيد اللقطة الأهم في تاريخ النهائيات. لأنها تسببت في جدل استمر الى يوم الناس هذا... هل تجاوزت الكرة الخط النهائي ام لا؟ ذلك هو السؤال... كل ما يعرفه الجميع ان الحكم اتجه الى منتصف الملعب معلنا عن هدف ثالث للمنتخب الانقليزي ولكن المنتخب الالماني احتج بشدة ولذلك فرض على الحكم ان يتجه الى المساعد فقال له: «كل ما أعرفه اني لا أعرف شيئا» ورغم ذلك تمسّك الحكم بشرعية الهدف وبسبب غضب الألمان وعدم تركيزهم تمكن الانقليز من إضافة الهدف الرابع وانتهى أحد أشهر اللقاءات بفوز الانقليز. إيزيبيو: بيلي أوروبا العاصمة الموزمبيقية مابوتو شهدت حدثا غير عادي يوم 25 جانفي 1942 انه يوم قدوم إيزيبيو داسيلفا فيريرا الى الدنيا وقد حمل سريعا اسم «الجوهرة السوداء» في البرتغال ونسر لشبونة وازدادت شهرته بعد ان أطاح بريال مدريد في نهائي أندية أوروبا الأبطال وسجل هدفين في ذلك اللقاء الشهير وفاز بالكرة الذهبية سنة 1965 وأكد في مونديال 1966 انه الأفضل والاروع بتتويجه هدّافا لتلك الدورة ب 9 أهداف وسجل رباعبة كاملة في شباك كوريا الشمالية. رقم: 400 مليون هو رقم مشاهدي نهائي مونديال 1966 عبر الشاشة الصغيرة وكان ذلك الرقم القياسي في عدد المشاهدين بكل تأكيد ويؤكد المحللون ان النقل التلفزي بدأ يكتسب أهمية قصوى منذ ذلك النهائي الى أن أصبحت اليوم التلفزة هي الممول الرئيسي لكرة القدم العالمية. مونديال 1966 عرف مفاجأة مدوية عندما تأهلت كوريا الشمالية على حساب المنتخب الايطالي (صاحب اللقب في مناسبتين) وعندما أعلن عن نتائج القرعة وتم ضم منتخب كوريا الشمالية الى المجموعة الرابعة الى جانب ايطاليا وروسيا والشيلي قيل ان المنتخب الآسيوي لا يمكنه الحصول على نقطة يتيمة ولكنه قام بما يشبه الانقلاب عندما تأهل ثانيا بعد هزيمة امام روسيا وتعادل مع الشيلي وانتصار امام ايطاليا الى درجة ان الايطاليين عندما عادوا الى إيطاليا استقبلهم الجمهور هناك بالطماطم على رؤوسهم. اما الحدث الأسوأ بكل تأكيد فهو الاعتداءات المتكررة على نجم «الصامبا» بيلي الذي مرّ بجانب الحدث تماما مثل منتخب بلاده.