أعلنت عميدة صحفيي البيت الأبيض هيلين توماس استقالتها بشكل مفاجئ من منصبها كصحفية دائمة في مقر الرئاسة الأمريكية بعد الجدل الكبير الذي أثارته تصريحاتها يوم 27 ماي الماضي والتي دعت فيها الاسرائيليين الى مغادرة «فلسطين والعودة الى ديارهم». وتعرضت عميدة صحفيي البيت الابيض الى حملة من الانتقادات الرسمية اعتبرت ان تصريحاتها لا يمكن الدفاع عنها أو انها «كريهة وتستحق التوبيخ» لأنها هاجمت الصهاينة وتجرأت على قول الحقيقة. فليعودوا الى ألمانيا وقالت هيلين توماس في المقابلة الصحفية انها تحت الاسرائيليين على مغادرة فلسطين وأن «يتذكروا ان الفلسطينيين يعيشون تحت الاحتلال وان فلسطين هي أرضهم». وحول سؤال عما يفعل الاسرائيليين بعد تركهم لفلسطين؟ أجابت الصحفية قائلة فليذهبوا الى ديارهم عليهم أن يعودوا الى ألمانيا وبولونيا والولاياتالمتحدة والبلدان الاخرى التي أتوا منها في بادئ الأمر». وقد انتشرت هذه التصريحات بصفة مكثفة على شبكة الانترنات وانتشرت معها حملة انتقادات واسعة في كل من الولاياتالمتحدة واسرائيل. الحقيقة «كريهة» دائما وفي هذا السياق قال المتحدث بإسم البيت الابيض روبرت غيبس ان تصريحات توماس كريهة وتستحق التوبيخ على حد تعبيره. وقد أعلنت «هيرست نيوزسيرفس» وهي مالكة شبكة الصحف المتعاقدة مع توماس ككاتبة دائمة أن الاخيرة تقاعدت بشكل فوري بعد تصريحات غيبس. وفي اتجاه آخر قالت رابطة مراسلي البيت الابيض ان تصريحات توماس «لا يمكن الدفاع عنها» كما أعلنت انها رتبت قبل الاعلان عن تقاعد هيلين توماس (89 عاما) اجتماعا لبحث مسألة المقعد المخصص لها في الصف الاول في غرفة الافادات الصحفية بالجناح الغربي للبيت الابيض. ويذكر أن توماس أصبحت كاتبة عمود في سلسلة صحف هيرست في السنوات الاخيرة بعد أن عملت لعدة عقود كمراسلة لوكالة «يونايتد برس انتر ناشيونال» بالبيت الابيض كما تجدر الاشارة الى أن هيلين توماس وهي لبنانية الأصل هاجرت أسرتها الى أمريكا مع بداية القرن الماضي واستقرت في ولاية كتاكي وعايشت خلال مسيرتها المهنية كمراسلة دائمة في البيت الابيض عشرة رؤساء أمريكيين أي منذ عهد الرئيس جون كيندي.