هل تسافر علياء بلعيد الى بيروت او الى القاهرة؟ السؤال مطروح وان كان سابقا لأوانه لان علياء مشغولة الآن بعروضها التي تعودت عليها داخل الجمهورية. واذا كان البعض قد ارهق ميزانية بعض المهرجانات (25 ألف دينار) مما اضطر بعضها الى إلغاء هذه العروض فان علياء بلعيد قد انعشت خزائن العديد من المهرجانات حتى تمنى بعض أمناء المال ان تكون كل العروض على شاكلة عرض علياء بلعيد فهي تجلب الجمهور اولا ولا تشترط 25 ألف دينار مثل غيرها وايضا تمتع بانتاجها الخاص وهذا هو المهم. وفي الوقت الذي يغني فيه البعض اغاني غيرهم مثل «ع الجبين عصابة» و»اصبح عندي الآن بندقية» و»اده الربيع» وأغاني عبد الحليم وغيره تعمل علياء على الاقناع بانتاجها الخاص وتعطي فرصة للملحنين حتى يتألقوا وايضا للشعراء حتى يبرزوا... علياء بلعيد تتحدى بصوتها حتى «هفوات» الوحدات الصوتية... تكون جيدة او لا تكون يصل صوت علياء كما عرفه الجمهور... واذا كان بعضهم لم يصدّق انه نجح في قرطاج فان علياء بلعيد لم تتأثر كثيرا بهذا النجاح لانها تعرفه عبر عشرات المدارج داخل الجمهورية وما قرطاج الا واحد من المهرجانات ولا يفوقها الا بعراقته وعدد الجمهور الذي يحضر عروضه. لكن النجاح هو ذاته... والتفاعل أيضا ونجاح قرطاج لم يجعل علياء تتكبر على مهرجانات داخل الجمهورية فلم ترفع في «الكاشي» ولم تتعال على هذه المهرجانات بل كانت منضبطة وتحترم هذه الفضاءات كلها مهرجانات تونس وكل الجمهور هو جمهور تونس... تختلف الاماكن نعم... يختلف عدد الجمهور نعم... لكن الاحساس واحد والتفاعل واحد والحب واحد... علياء بلعيد لم يكن يساورها أي شك في نجاحها سواء في قرطاج او غير قرطاج لانها تعمل بشكل غير موسمي اجتهادها متواصل ونجاحاتها المسترسلة طيلة 3 سنوات متتالية لم تكن نتاج صدفة... كانت تدرك ان العمل وحده هو صمام الامان... واليوم بدأ التفكير في الانتشار عربيا من اين سيكون الانطلاق؟ وبأي انتاج؟ ومن سيدعم هذا التوجه الذي يحتاج الى أموال خرافية؟ تلك هي الاسئلة المقبلة التي تحير علياء بلعيد. الاسئلة متعددة وتبدو محيّرة لكن الثابت ان من صبر وصمد طيلة سنوات ليعمل في ظروف صعبة وشبه مستحيلة لن يعوزه هذا الانتشار ومثلما خرجت ذكرى من تونس دون ان تنال حظها رغم قيمتها الفنية المشهود بها لها لن تجد علياء اي صعوبة في فرض لونها طالما توفر الطرف الراعي لهذه الطاقة الفنية.