في أكثر من مرة قادت بريطانيا حربا اعلامية تباكيا على حقوق الانسان التي تقول إنها مهدورة في العالم العربي وفي افريقيا بل جنّدت آلاف الجنود من أجل غزو بلد آمن وتدميره وتخريبه بدعوى الدفاع عن الحرية والديمقراطية والنتيجة اغراق العراق في مستنقع من الدماء والقنابل والسيارات المفخخة والعنف الطائفي حتى يسعد البريطانيون والإدارة الأمريكية بما جنت أيديهم على الأبرياء! بريطانيا نفسها نصيرة الحرية حرمت شاعرا أعزل اسمه باسم النبريص من تأشيرة دخول الى المملكة البريطانية ليس لأنه ارهابي ولا لأنه مطلوب من الشرطة الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية جريمته الوحيدة أنه شاعر ومن غزة! نعم هذا ما حدث نهاية الاسبوع الماضي اذ رفضت السفارة البريطانية في القدس منح باسم النبريص تأشيرة دخول الى أراضيها للمشاركة في مهرجان «ليدبري» الشعري ويبدو ان السفارة البريطانية حاسبت الشاعر على «جريمتيه ضد الانسانية» الاولى أنه من غزة والثانية أنه كتب كتابا دوّن فيه يوميات الحرب على غزة وقتل العزّل والأطفال والنساء وقصف المساجد والبيوت الآمنة والفضاءات الثقافية فكل هذه الجرائم الصهيونية البشعة ليس من حق باسم النبريص ولا غيره تدوينها فالمطلوب هو الصمت أو ربما التصفيق للجريمة لم لا؟! ألم يصفّق بعض المثقفين العرب لهذه الجرائم البشعة في حق الانسانية في العراق وفلسطين باسم الدفاع عن الديمقراطية؟! ومن خرج عن الصف ولم يصمت فلا حق له في دخول المملكة البريطانية العتيدة بدفاعها عن حقوق الانسان! إن ما حدث لباسم النبريص حدث قبله لكتّاب آخرين منهم الشاعر المغربي حسن نجمي وبمثل هذه الاجراءات التي تمارسها السفارات البريطانية في العالم العربي نتأكد مرة أخرى زيف الشعارات التي ترفعها الدول الاوروبية التي يبكي اعلامها يوميا عن حقوق الانسان وحرية الاعلام والتعبير المهدورة في العالم العربي. أليس منع شاعر أعزل لا ذنب له الا انه من غزّة المحاصرة من حضور مهرجان شعري والقاء محاضرة عن الصراع العربي الصهيوني جريمة في حق حرية التعبير أم أن مراصد انتهاكات حقوق الانسان لا ترى هذه الجريمة لأنها ببساطة في بريطانيا؟ لتحيا العدالة البريطانية!