تمرّ هذه الأيام الذكرى الأولى لحرب غزّة التي أبادت فيها دولة العصابات الصهيونية المعروفة باسم إسرائيل البشر والحجر وقتلت الأطفال والشيوخ والعجائز وقصفت البيوت والمزارع ومنعت حتى الدواء والأكل وحوّلت القتل إلى فرجة سينمائية! هذه الجريمة التي لن تكون الأخيرة ولا الأولى في سجل دولة العصابات دونها الشاعر الفلسطيني باسم النبريص في كتاب بعنوان «يوميّات الحرب على غزة» نشره في تونس الشاعر خالد النجّار عن منشورات التوباد وقد رفض الشاعر وناشر الكتاب أن تسلّم أي مليم عن كتابه من أجل أطفال غزة. هذه الحركة النبيلة من خالد النجار ليست الأولى فالتعاطف مع القضايا الإنسانية العادلة هو جوهر الشعر وينبوعه الأساسي وعلى عكس الكثير من الكتاب الذين حولوا التعاطف مع القضايا العادلة إلى مهنة» و«أصل تجاري» اختار خالد النجار العمل في صمت دفاعا عن الحياة تماما مثل قصائده التي تنساب مثل نهر من المحبة بلا بلاغة جوفاء خاوية ولا شعارات بلا معنى. كتاب «يوميات الحرب على غزة» كتاب مؤلم ومرّ ولكن مرارته لا يمكن أن تعبّر عن الجريمة المفتوحة التي تمارسها إسرائيل منذ سنة 1948 عندما وضعت كأسفين في العالم العربي لتشرد شعبا لا ذنب له إلا تمسّكه بأرضه وأماكنه المقدسة.