تحدث الشاعر والكاتب والمخرج الإيطالي الشهير «باولو بازوليتي» عن كرة القدم فقال: «ملعب الكرة ساحة متكاملة فيها صراع ودراما وهزيمة وانتصار وفرحة وانكسار...» في إشارة صارخة إلى أن تلك الساحرة المستديرة تلتف حولها قلوب العشاق في كل مكان بمن في ذلك رجل المسرح والممثل كما هو الحال مع سفيان الشعري الذي نجح في التسلل إلى قلوب كل التونسيين بفضل موهبته الفذّة وخفّة روحه من خلال كل الشخصيات التي تقمصها مثل «الصادق» و«السبوعي» و«الماريشال» وغيرها. عشق سفيان لكرة القدم لم يأت فجأة بل عبر قصة طويلة كشفها ل«الشروق» بمناسبة مونديال جنوب إفريقيا الذي يشكل حدثا كرويا خاصة في منزل سفيان. أرفض التعصّب الأعمى «بلغت الآن 48 عاما منها 30 سنة مليئة بالإبداع لكنها كانت مرفوقة أيضا بعشق خاص لكرة القدم لكنني أرفض التعصب الأعمى فأنا أشجاع اللعب الجميل والعروض الكروية المميزة لأنني كنت دائما مقتنعا بوجود علاقة مشتركة بين الإبداع وكرة القدم... ولا أنكر أنني أصبحت عاشقا إلى حد الهوس للجلد المدوّر بحكم علاقة المصاهرة التي أصبحت تجمعني بالمدرب القدير فوزي البنزرتي وقد ازداد هذا العشق يوما بعد آخر بحكم أنّ زوجتي تتابع عن كثب كل الفرق التي يشرف على حظوظها فوزي البنزرتي ويفعل ابني محمد الحبيب الأمر نفسه». عائلتي تعشق «الكبار» وعمالقة المونديال «لن أبالغ إذا قلت إن مونديال جنوب إفريقيا مثّل حدثا خاصّا جدا فنحن عادة ما نستعد لهذه التظاهرة التي نلتف فيها مع كل أفراد العائلة للاستمتاع بمقابلات المونديال فخلال مقابلة المنتخب الجزائري مثلا تحولنا خصيصا إلى نابل فنحن نشجع منتخب الجزائر بكل جوارحنا بحكم روابط الدين واللغة والجغرافيا والتاريخ والعروبة والأخوة.. وكل شيء.. وشخصيا ينتابني شعور بالفخر عندما أشاهد منتخب «الخضر» وما تتميز به عناصره من روح انتصارية عالية و«حب للمريول»، واندفاع منقطع النظير.. فيذكرني هذا المنتخب بفريقنا الوطني الذي قاد باقتدار ملحمة الأرجنتين عام 1978.. أما ابني محمد الحبيب فهو يتعاطف مع منتخب الجزائر ولكنه يعشق كذلك عمالقة المونديال وخاصة الإسبان.. ولا أنكر أن عائلتي تشجع كل الفرق التي يدربها البنزرتي في تونس أي «كبار» كرتنا التونسية». «الجنرال» أو الأميرال لم يخف سفيان انبهاره الشديد بخشصية المدرب الجزائري رابح سعدان فقال: «أظنه يستحق عن جدارة لقب الجنرال أو الأميرال لأنه صاحب شخصية قيادية فذة ولا بد أنه قادر على قلب الأوضاع أمام الانڤليز والأمريكان..».