قليلون يعرفون أن اللقاء المفتوح الذي جمع السيد منذر الزنايدي وزير الصحة العمومية بالمواطنين وعددا من المعنيين بالقطاع الصحي قد طبع بتلقائية وشفافية وصراحة منقطعة النظير.. وتطرّق إلى كل الملفات والاشكالات بلا مجاملة ولا مساحيق. اللقاء يأتي في إطار اللقاءات التي أذن بها رئيس الدولة بين الوزراء والمواطنين وأهل الذكر حول كل المسائل التي تهم القطاع المعني وتتولى التلفزة التونسية بثه. وعلى امتداد الساعات تولى السيد منذر الزنايدي وزير الصحة العمومية الاجابة عن كل الاسئلة والاستفسارات التي طرحت برحابة صدر كبيرة وبصراحة وشفافية معلنا أنه على استعداد للرد على كل الاسئلة التي تهم قطاع الصحة والاستماع الى كل المشاغل والملاحظات... صراحة السيد منذر الزنايدي أذهلت جميع من حضر داخل مدرج المركز الدولي للبيئة الذي احتضن اللقاء ووجد المواطنون أنفسهم وجها لوجه أمام الوزير الذي أجاب عن كل الاسئلة واستمع بانتباه ودقة لكل الملاحظات. «الشروق» حضرت لقاء الخمس ساعات بين الوزير والمواطنين... بدون مقدمات وبدون رتوش انطلق وزير الصحة العمومية السيد منذر الزنايدي في حواره مع المواطنين وعدد من العاملين والمتدخلين في القطاع الصحي... الوزير أكد في البداية على أهمية المبادرة الرئاسية بتنظيم لقاءات مفتوحة تبث تلفزيا بين الوزراء والمواطنين وأهل الذكر كما أكد على أن اللقاء مفتوح لكل الاسئلة التي تهم القطاع الصحي وكل الملاحظات التي تتبادر الى الاذهان . اللقاء سجل اعتراف من تدخل بحجم المجهود الذي تبذله الدولة في قطاع الصحة الى حد أن أحد المواطنين الذين تدخلوا أكد أن وزارة الصحة هي وزارة الحياة. أول المتدخلين في اللقاء طالب بضرورة توفير التجهيزات في كل المستشفيات خاصة في مناطق الجنوب وفي الارياف مع ضرورة توفير الادوية بالمستشفيات العمومية. وطالب هذا المتدخل بتوظيف معاليم مالية على التبغ والكحول لفائدة قطاع الصحة العمومية وتطوير الخدمات الطبية. ودعا المتدخل الى توفير الاطباء بالاقسام الاستعجالية وعدم الاعتماد على الاطباء المتربصين فقط. الوزير السيد منذر الزنايدي وزير الصحة العمومية تقبّل الملاحظات بصدر رحب وأبدى تفهّما كبيرا للتدخل وقال بلغة فيها الكثير من الصراحة إن الوزارة وفرت كل التجهيزات الثقيلة ومنها خمس آلات جديدة للتصوير بالرنين المغناطيسي وآلات متطورة جدا لمعالجة أمراض السرطان. ولكن الوزير استدرك ليقول إن ما ينقصنا هو أطباء الاختصاص وليس التجهيزات الطبية مؤكدا أن رئيس الدولة يستجيب لكل طلب يهم دعم ميزانية توفير الدواء في المستشفيات العمومية حتى أن كلفة علاج أمراض السرطان بلغت 250 مليارا. وبيّن السيد منذر الزنايدي أنه تم إقرار حوافز ومنح مالية لاطباء الاختصاص للعمل في المستشفيات الداخلية وأن عددا كبيرا من المساعدين الاستشفائيين يعملون الآن في مستشفيات المدن والمناطق الداخلية. وفي تدخل آخر طالب أحد المواطنين بضرورة بناء وتوسيع قسم الاستعجالي بمدينة الكاف حيث أن القسم الحالي لا يفي بالحاجة كما طالب بتوفير التجهيزات الطبية حتى يتمكن أطباء الاختصاص من القيام بواجبهم وعملهم تجاه المرضى. وفي إجابته بيّن السيد منذر الزنايدي اطلاعه الواسع والدقيق على التفاصيل الخاصة بالبنية الصحية بمدينة الكاف مؤكدا أن الخطط والبرامج تم وضعها لبناء قسم الحالات الاستعجالية. جنيس وحول تساؤلات تهم الفرق بين الدواء الاصلي والدواء الجنيس أكد السيد منذر الزنايدي وزير الصحة العمومية أنه لا وجود لفرق بين الاصلي والجنيس في الدواء وأن كل الادوية بدون استثناء تخضع للتحاليل اللازمة والضرورية وقد بلغت كلفة الدواء 800 مليار وتستقبل المستشفيات العمومية 18 مليون مواطن. تكميلي وكان النشاط التكميلي للاطباء في المستشفيات العمومية من أهم المواضيع التي تم طرحها أمام الوزير حيث تحدث البعض عن وجود تجاوزات وعن الخوف من أن يكون هذا النشاط على حساب المستشفيات العمومية. وبكثير من الصراحة والدقة والشفافية أكد السيد منذر الزنايدي أن النشاط التكميلي لا يجب أن يكون على حساب العمل داخل المستشفيات ويجب أن يتم هذا النشاط بشكل شفاف مؤكدا ثقته الكبيرة في الاطباء. ومن خلال الكثير من التدخلات والتساؤلات كان موضوع طب الاختصاص من أهم المواضيع المطروحة في اللقاء حيث طالب أحد المواطنين من جهة تطاوين بتفادي النقص المسجل في جهته من أطباء الاختصاص. وقد أكد الوزير أن كل المجهودات مبذولة وكل الاجراءات تم اتخاذها لتوفير أطباء اختصاص في الجهات الداخلية. لوقت طويل تحدث الوزير «منذر الزنايدي» وأجاب عن كل الاستفسارات بصراحة كبيرة وهو ما ترك انطباعا جيدا لدى المواطنين الذين حضروا أول لقاء يجمعهم بعضو حكومة في إطار اللقاءات التي أذن رئيس الدولة بإنجازها وبثها على شاشة التلفزة لتكون الحقائق أمام كل الناس.