قررت أنقرة أمس تجميد 16 اتفاقا مع تل أبيب بقيمة مليارات الدولارات محذرة إياها بتقليص مستوى التمثيل الديبلوماسي في حال لم ترضخ لشروط تركيا لعودة العلاقات الى ما كانت عليه سابقا، فيما هدد نواب أمريكيون رجب طيب أردوغان وحكومته من مغبة ما نعتوه بالمضي في المسار المعادي لاسرائيل. وذكرت صحيفة «تودي زمان» التركية ان المشاريع المجمّدة تضمنت اشتراء 1000 دبابة «ميركافا 3» بقيمة 5 مليارات دولار إضافة الى خطة لتحديث دبابات «قيصري» التركية بقيمة 50 مليون دولار ومشروع ثالث لتطوير 54 طائرة «فانتوم» ب632،5 مليون دولار وتأهيل مقاتلات عديدة بمبلغ 75 مليون دولار. كما ينسحب التعليق على صفقة تناهز 1،5 مليار دولار لتوريد صواريخ متطورة وأخرى بقيمة 575 مليون دولار لتأهيل الدبابات التركية، فضلا عن مشروع مشترك لتحديث صواريخ «جو جو» «بوباي» بمبلغ 500 مليون دولار وخطة أخرى لانتاج صواريخ «دليلة» ب150 مليون دولار. وأشارت الصحيفة الى أن أنقرة علقت خططا للتعاون في ما يسمى «الحرب على الارهاب» ودورات تكوين لطيارين أتراك في اسرائيل إضافة الى مناورات مشتركة بين الطرفين. وفي جلسة لحكومة أردوغان استغرقت 6 ساعات، تقرر تقديم توصيات للشركات التركية باعتبارها شركات أمنية حكومية بتجميد أو إلغاء الصفقات مع اسرائيل... بيد أن القرار الاخير تُرك للشركات. المعركة الديبلوماسية في ذات الاطار، قال ديبلوماسي تركي أمس إن بلاده تتوقع إقدام اسرائيل على الاعتذار والتعويض لعائلات شهداء «مجزرة الحرية» والموافقة على إجراء تحقيق دولي في الحادث والافراج عن السفن الثلاث المحتجزة لديها. وأكد أنه في حال لم تتخذ اسرائيل هذه الخطوات فإن أنقرة ستخفض مستوى تمثيلها الىالقائم بالاعمال طبقا للتعليمات التي تلقيناها. وأضاف ان تركيا تسعى الى رفع الحصار عن غزة، مشيرا الى أن الجهود الحاصلة حاليا لا تعتبر كافية. ونقلت مصادر اسرائيلية متطابقة عن مصادر ديبلوماسية تركية رفيعة قولها إن أنقرة قررت عدم إعادة سفيرها الى تل أبيب إلا إذا أوفدت الاخيرة ممثلا لها في تحقيق تجريه الاممالمتحدة في «مجزرة الحرية». وشددت على أن تركيا اتخذت قرارات عسكرية وديبلوماسية وسياسية لدفع اسرائيل على الخضوع لارادتها... إنذار أمريكي وفي تطور آخر، حذر نواب أمريكيون من «الجمهوريين والديمقراطيين» تركيا من الاضرار بعلاقاتها مع الولاياتالمتحدة. وقال النائب الجمهوري مايك بنس: تركيا ستدفع الثمن إذا استمرت في موقفها الحالي من التقارب مع ايران وزيادة العداء لاسرائيل، على حد زعمه. وأشاربنس الى أنه مستعد لاعادة النظر في إحجامه عن مساندة قرار «الكونغرس» الذي يندد ب«الابادة الجماعية» للأرمن في الحرب العالمية الاولى، حسب تعبيره. وندد جمهوريون وديمقراطيون في مؤتمر صحفي بتركيا على خلفية مساندتها قافلة «أسطول الحرية». وقال النواب إن 126 عضوا في مجلس النواب وقّعوا رسالة تحث الرئيس باراك أوباما على معارضة إدانة دولية لاسرائيل بسبب هجومها على «أسطول الحرية» وإجباره الرسو في موانئ اسرائيلية. واتخذت جماعة ضغط موالية لاسرائيل «في ستريث» موقفا مختلفا حيث اعتبرت أن تصريحات بعض النواب عن «أسطول الحرية» صيغت للاستهلاك السياسي المحلي داعية إياهم الى التعبير عن وجهات نظر أكثر إدراكا للموقف وأكثر عملا على إنهاء الصراع الاسرائيلي الفلسطيني من خلال حل الدولتين. كما تم أمس إلغاء جلسة أمريكية تركية مشتركة كان من المتوقع عقدها في أنقرة لمكافحة «الارهاب».